عندما يتعلق الموضوع بالنجاح فيجب علينا الحديث عن التخطيط وترك العشـوائية في العمل ، واليوم نكملها بالتفكير قبل القيـام بالأمـور ، ونتذكر تلك العبارة التي تُقال عندما يُخطئ أحدنا في حديثه فيقول لك ” أوزن كلامك قبل  ما ترمس ” يعني فكر فيما تقول قبل ما ترمي الكلمة بدون تفكير ، وهذه النقطة نجدها مفقودة في البعض ، حيث انه يقـوم بالعمل بدون تفكير لهـذا يجد بعد فترة أن ما قام به كان فاشلا ويحتاج إلى تعديل ، والخلل يكمن في عدم التفكير فيما قام بــه ، والتفكير أو التخطيط من النقاط المُهمة في حياة كل إنسـان ، بل إن هناك شهادات عالمية تُعطى في التخطيط والتنظيم لأهميته في الحصول على نتائج ومُخرجات جيدة مما يُعطي للمشروع النجاح وكل ذلك كان بس وجود خطة واضحة له   وسنضرب لكم مثـال على ذلك . 


 

شخص قال لك يا أخي عندي لك مشروع ناجح عبارة عن صالة ألعاب ، وبدأ يضع القصص في كل من فتح صالة ألعاب وأقاويل زملائه وغيرها من الأمور  .. هل يُمكن الإعتماد عليه في المشروع ؟ شخص آخر قال لك يا أخي عندي لك مشروع ناجح عبارة عن صالة ألعاب ، وبدأ بوضع الأوراق والمُخططات التي تبين لك حجم الصالة وما تحتويه والمكان والشكل والهيكل الكامل والقيمة المادية وتوقعات للارباح في السنوات بالتقريب ، بالمعنى وضع التخطيط الكامل لصالة الألعاب  .. هل يُمكن الإعتماد عليه في المشروع ؟                   

الجـواب سيكون الشخص الثاني ، والسبب هو أنه خطط للمشروع من جميع الامور من بداية البناء وحتى بداية الأرباح ، بينما الأول ليس لديه أي تخطيط بل هو اعتمـاد على الأقاويل وما يتناقله الآخرين من أحاديث في مجال المشاريع  أي هناك عشـوائية ولا يوجد أي تخطيط منظم  ، وأضيف لكم في عام 1970 أجرت جامعة هارفارد دراسة على طلابها فوزعت استبيان شمل مجموعة من الطلاب حول خططهم المستقبلية، كان من نتائج الدراسة أن 3 % فقط كان لديهم خطط واضحة. بعد 20 سنة أجرت الجامعة استبيانا لنفس الدفعة من طلابها، وكان من نتائج تلك الدراسة أن الـ 3 % الذين كان لديهم خطط مستقبلة لحياتهم أصبحوا يملكون 90 % من ثروات تلك المجموعة. 

 

أجرى أب اختبارا لأبنائه فوضع لهم هدفا ليصوبوا نحوه. فوقف الأول في موقف التصويب، فإسأله ماذا ترى؟ فقال : أرى الهدف وأرى الشجرة التي وضعت عليها الهدف، وأرى حمارا إلى جوار الشجرة. فطلب منه التأخر وقدم الثاني إلى موقف التصويب، وسأله نفس السؤال، فقال الابن : أرى الهدف، والشجرة، والحمار، وعصفورا على الشجرة. فطلب منه التأخر وقدم الثالث، وسأله نفس السؤال، فقال الابن الثالث : أرى الهدف. فسأله وماذا ترى غير الهدف؟ فقال : لا أرى غير الهدف. فكرر السؤال عدة مرات والابن يجيب بنفس الجواب. فقال الأب : أنت الذي ستصيب الهدف. 

فالحيـاة ما هي إلا أهـداف نضعها نُصب أعيننا لنُحققها ، ولكي تتحقق يجب أن يكون هناك تخطيط للوصول للهـدف فالانسان الناجح هو ذلك الانسان الذي سير ويتحرك ويتصرف ويتكلم بناء على أهداف مرسومة ومُخطط لها و يعمل على تحقيقها أما الانسان الذي ليس له أهداف فإنه سيبقى يراوح مكانه ، وأسأل نفسك ما هي أهـدافك وما هي طموحك وهل خطط للأهـداف أم لم تُخطط .
وطبعا مع التفكيــر لازم يكون هناك تخطيط ، دائمــا لما تفكر لازم تُخطط ، حتى تعرف ماذا تفعل وما سيكون طريقك ، مثل لما نقول راح نبني مركز تجاري في المكان الفلاني ، فلازم دراسة للتربة ، وتحديد المساحة ، ومن ثم تخطيط المبنى وكيف بيكون وكم مدخل وكم مخرج وكم طابق …إلخ ، بهذا الشكل أكون قمت بعمل جيد لبداية جيدة ، وللعلم أن التفكير والتخطيط يُقللان من المشـاكل التي ستواجهك في المستقبل . 

  

وأخيــرا ، فكر وخطط ولا تكن عشـوائيا ، لأن الشخص اللي ما ينظم نفسه ، ويكون عشـوائي ما راح يقدم شي ولن يستمر كثييرا في المشـي نحو النجــاح . 

 

6 thoughts on “الحلقة (10) : خطط ولا تكن عشوائيا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *