بالأمس كنا نستعد له ، واليوم نحن نعيش معه ، وغدا نبكي لوداعه ، شهر رمضان شهر القرآن والرحمة والغفران والعتق من النيران ، شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، شهر ثابر فيه المثابرون واجتهد فيه المجتهدون ، فهنيئا لم استغل الشهر وتاب وكُتب من عتقاء النار ، وأما من فرط فيه ، والتهى بالدنيا وما فيها ، فنقول له  الوقت حان ومازالت أبواب الخير مفتوحة ، ويد العزيز الجبار مبسوطة لمن أراد التوبة النصوحة ، فهلا يا أخي المسلم تشد مأزرك وتُعلن التحدي للإنطلاق في السباق لتصل إلى بر الأمان وانت تحت ظلال عرش الرحمن .

لم يتبقى إلا القليل الذي فيه الخير الكثير ، فيه ليلة القدر ، ليلة أنزل الله تعالى سورة كاملة لهـا ، قال تعالى : (( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ** وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ** لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ** تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ** سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )) وجاءت الأحاديث النبوية لتؤكد أهميـة ليلة القدر وفضل قيامها ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقم ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه . رواه البخاري  ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم.[رواه ابن ماجة في سننه وصححه الألباني] ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر . [رواه مسلم في صحيحه ]

فرص وهدايا ربانية رمضـانية ، يجب على كل مسلم عدم التفريط بهـا ، لأهميتها والخير الذي ينتظر من يتحراها فيُكثر من قراءة القرآن وذكر الرحمن ، وقيام الليل والتضرع بالدعاء ، لن اطيل كثير فهنا بعض المحاضرات المهمة في فضل ليلة القدر  :

 ليلة القدر للشيخ محمد حسان

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=20224

فضل العشر الأواخر وليلة القدر للشيخ صالح المنجد

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17974

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *