عند مشاهدتنا لأحدى الأفلام أو المسلسلات نلاحظ وبشكل واضح تعابير الوجه على الممثل وحركة اليد الممثلة ، لدرجة أننا نفهم ما يود إيصاله إلينا حتى لو لم يتحدث ، ونسمي ما يقومون به هي لغة الجسـد والجوارح ، وهي من اللغات المهمة جدا والتي يجد أن نتقنها اتقانا جيدا حتى تؤثر على الآخرين أو أن نثبت لهم فكرة معينة ، ونلاحظ في أطفالنا لغات الجوارح بكثرة ، فالطفل عندما لا يحضر له والده ما يريد فإن ملامح وجهه تتغير للحزن ويبدأ بالبكاء المصطنع حتى يرق قلب أبيه ليحضر له ما يريد ، فهذه اللغة لها مفعول قوي إن كانت متقنه ، وتزداد قوتها عندما ندمج التأثير الصوتي والدليل المادي ، إذا ما هي هذه اللغة ؟ وكيف نتعلمها ؟
لغة الجسد : هي دمج حركات الوجه واليدين والأقدام بإنسجام وتناغم شامل لترجمة لغة حسية ومعنوية للمستمعين . وفي هذه المرحلة يقوم الأعضاء باكتشاف الحركات الجسدية التي يمتاز بها كمحاضر ، والتدرب على استخدامها توظيفاً لعنوان المحاضرة المختارة وصولاً لجسد خطابي متناغم ومتكامل .
هذا هو التعريف الذي جاء في المادة العلمية ، ولكن كتعريف من وجهة نظري هو : أن تعبر عن كلماتك بحركة جسدية تدعم الكلمة وتوصل الفكرة بطريقة منسجمة ، ويقول قائل هل يعقل ان لغة جسدي تظهر طوال المحاضرة ، نعم فكل محاضر له جسد خطابي خاص به ، فنلاحظ أن هناك من يتحدث وهو لا يتحرك من مكانه ، وآخر يحرك يديه ، والآخر لا مشكلة لديه في تحريك اليدين وتغيير تعابير الوجه ، أم بالنسبة لي فكانت تجربتي في مرحلتين الأولة في هذه المرحلة والثانية في مرحلة الخطبة النهائية ، فالأولى كانت عن إساءة الظن بالناس واستخدمت بكثرة تعابير الوجه لدرجة ان دمعة نزلت من عيني ، بينما في المرحلة الخطابية الاخيرة فوقعت في خطأ حيث ذكرت كلمة ربو ولم أقم بإصدار صوت شخص يكح ، فلغة الجسد كما ذكرنا تؤثر على الجمهور ، فعندما ذكرت كلمة الربو ، البعض سمعها ولم يشعر بها والشعور كان سيأتي من خلال صوت الكحة
.
إن المحاضر عندما يقف أمام جمهور ويبدأ بأولى خطواته في الحديث ويدخل في الموضوع ، فهنا يكون في مرحلة الاتصال ، وهذا الاتصال يجب ان يٌفعل بقوة من خلال السمع والبصر والجسد ، والانتباه لنقطة وهي ان تكون متابع للجمهور حتى في حالة انفصال الجمهور عنك كيف يُمكنك إعادتهم وجذبهم إليك من جديد ، فكل ذلك يحتاج إلى اتقان في لغة الجسد والجوارح .
ومما يساعدك على جذب الجمهور وجعلهم على اتصال دائم معك هو استخدامك للدليل المادي ، الذي اعتبره هو ما يجعل الجمهور في حالة من التشويق وانتظار تعليق منك على الدليل المادي ، وهو عبارة عن شيء تستخدمه للإشارة إلى أمر معين ، مثل كتاب ، قلم ، دمية ، وغيرها ، والأجمل في الدليل المادي ، أن تضعه أمام الجمهور وتبدأ بالحديث طول المحاضرة والكل متشوق للدليل ، ولكنك تفاجئهم وتنهي المحاضرة من دون استخدام الدليل ، وكل ذلك كان لأنك ترغب في جذب الانتباه للحاضرين طوال حديثك ، وتخيل معي لو استطعت أن تدمج اللحن الخطابي مع لغة الجسد مع الدليل المادي ، ماذا تتوقع أن تكون محاضرتك ويكون رأي الجمهور وانطباعاتهم .
بعض الأمثلة على ما ذكرنا :
لاحظوا لغة الجسد في الفيديو التالي :
httpv://www.youtube.com/watch?v=ClJzwWopXkw
كم عدد الأخطاء التي يُمكن أن تجدها في الفيديو التالي :
httpv://www.youtube.com/watch?v=wXILI9Q1jIw&feature=related
Comments are closed.