إن النجاحات التي تتحقق ليست نتاج يوم أو يومين ، بل هي أهداف طويلة المدة نحتاج للعمل من أجلها شهـور وسنوات حتى يُمكن أن نحققها ونُنجزها ونقول أننا فعلا أصبحنا ناجحين ، أي أنها تحتاج إلى الصـبر ، وما بعد الصبر إلا الفرج والوصول للهـدف ، ” فمن زرع حصد ، ومن سار على الدرب وصل ” أي مهما كان طول الدرب ففي النهاية ستصل إلى وجهتك التي حددتها ، واعتبر الصبر بمثابة خطوة أساسية للباحثين عن النجاح وخاصة النجاحات الكبيرة والتي تحتاج لوقت طويل وخطط خمسية وعشرية لكي نتذوق حلاوتها ، فكما يُقال الذي يأتي بالسهولة من الممكن أن يذهب بسهولة ، بينما الذي يأتي بالصعوبة وطول الصبر يدوم لفترات طويلة ويستمر ، فسأل نفسك قبل أن تبدأ هل أنت مستعد للصبر وتحمل فترة طويلة لتحقيق ما تتمنى .

نعم الصبر جميل ومطلوب لتحقيق أمنياتك ، ولكن يجب أن لا نقع في خطأ يقع فيه الكثير من الطامحين ، فالصبر له حدود ، فلو كان لديك هـدف معين وهذا الهدف يحتاج لتحقيقه سنة واحدة ، فلا اعتقد أنك ستحتاج للصبر سنتين أو ثلاث سنوات ، يجب عليك أن تحدد فترة للصبر وتعالج الأخطاء التي أدت إلى طول فترة الانتظار ، ونشاهد ذلك في مجال العمل حيث تكون هناك مشاريع كثيرة وتكون مثلا مفيدة للموظفين أو العملاء ، ولكنها تحتاج إلى فترة من الزمن حتى تظهر فعالية هذه المشاريع ، إذا نحن بحاجة للصبر لإنجاح هذه  المشاريع وتحقيق الأهداف المرجوة .

ولو تطرقنا في لقصص النجاح فإن أفضل مثال عليه هو رسول البشرية صلى الله عليه وسلم ، حيث  أنه استمر في الدعوة 23 سنة  حتى قال في حجة الوداع صلوات الله عليه وسلامه  ” اليوم اكملت لكم دينكم ”  فالدعوة نجحت بعد سنوات طوال وصبر على الأذى والتعذيب ولم يتوقف أو يتهاون فيها ، حتى حقق النجاح ، وربما يقول البعض أن المقارنة صعبة ، وهؤلاء نقول لهم أنه لا يوجد مستحيل فالعالم ،  والصبر مهما طال فسينفرج ، ولكن عليكم بالأسباب ومعالجة الاخطاء والتوقف عن البكاء أو عدم الحراك ، وكما تقول والدتي ” اصبر ورد رأسك إلى الله تعالى فهو القادر على كل شي ”  ، ومن القصص الجميلة ، سأل رجل عنتر : ما السر في شجاعتك وأنت تغلب الرجال ؟ فرد عليه عنتره وقال : ضع أصبعك في فمي وخذ أصبعي وضعه في فمك ، وعض كل منهم الآخر ، فصاح الرجل من الألم ولم يصبر ، فأخرج عنترة أصبعه  وقال : بهذا غلبت الأبطال ، بالصبر والتحمل .

الاستعجال في النتائج وعدم الصبر تكون سببا في هدم البنـاء من أساسه ، فعلى سبيل المثال في عالم كرة القدم ، نجد إقالات المدربين بعد خسارتين أو ثلاثة ، وعدم الصبر عليه ،  فيؤدي إلى عدم استقرار الفريق ، بينما نجد إدارات أندية تصبر على مدربها سنوات وتحصد النتائج بعد  ذلك وتحقق بطولات وإنجازات وكل ذلك بسبب الصبر على المدرب والذي أدى إلى الاستقرار في الفريق ، فأهمية الصبر ليست فقط عند حدوث المصائب بل أيضا عند انتظار النتائج ، حتى في عالم التعليم ، فنحن ننتظر سنوات حتى نخرج شباب وشابات متعلمين يحملون الشهادات العليا ، كل ذلك من أجل تحقيق ودعم الأهداف التعليمية للمستقبل ، أين أن النجاح سيأتي بعد سنوات طويلة ، فإذا علينا بالصبر ، وما صبرك إلا على رب العالمين .

7 thoughts on “الحلقة (12) : الصبر مفتاح الفرج”
  1. تسلم اخوي عبيد وربي يوفقكـ
    وين ما كنت تاثيركـ في حياتنا جميعا
    كان ايجابي ومستمر اتمنى ان تستمر
    بتفكيركـ وبقلمكـ الايجابي

اترك رداً على أسامة حميدة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *