151020

مواقع الدردشة ، وما أدراك ما هي تلك المواقع ، مواقع يجتمع فيها الجنسين بمختلف أعمارهم ، يتجاذبون الأحـاديث بأنواعها ، مواقع تخبئ الأمور الكثيـرة ، التي لا يعلمها إلا الله تعالى ومن ثم من تابعها بعين فاحصـة ، وعاش في تلك الامكان الألكترونـية ، وتعايش مع تلك النوعية من الناس ، التي صار لهم موقع الدردشة البيت الثاني إن لم يكن الاول الذي يتواجدون فيه طوال اليوم ، وكل له هـدفه ، فهناك من يريد تمضية وقت ، وهناك من يريد التعارف بين الجنسين ، وأيضا هناك من يبحث عن الأمور الإباحية ،والكثير من الأصناف والأنواع والأشكال ، وفوق ذلك سلبية المكان تغطى على إيجابياته ، فاغلب ما فيه سـلبي ونادر إن وجدت شيئا إيجابيا فيه ، فمواقع الشات بصريح العبارة مثل البيت الذي منظره من الخارج جميل ومن الداخل خراب في خراب .


المسألة ربما يراها البعض ليست بالمسألة الكبيرة أو المُهمــة ، ولكن لو قمنا بمتابعة لأمور الشات والأحداث التي فيه ، لأكتشفنا أمورا كثيرة ، لم يُشـاهدها زوار ومرتادي مواقع الدردشة ، والسبب في ذلك هو دخولهم لتحقيق أهـدافهم ، دون الاهتمام بالمتواجدين في الشات ، فيجزم أن الجميع في تلك المواقع واحد ، فالفتاة تدخل لتخدع الشاب والعكس ، هذه نظرة بعض الشباب والفتيات ، ولكن في الحقيقة أنا هناك نسبـة 10% تمثل الإيجابية والفائدة ، حيث هناك من يسأل ويبحث عن إجابة ، ويجدون آخرين يقوم بالرد عليهم ، وتقديم المساعدة لهم ، ومن ضمن النسبة من يقوم بعمل الإعلانات لمواقعهم الشخصية والمنتديات ، وغيرها من الحوارات والمناقشات الجيدة بين المتواجدين ، وكما ذكرت فقلة من يهتم لمثل هذه الأمور ، حيث أن نسبة 90% هي التي أهــدافها لا تقدم ولا تؤخر ، مجرد تسلية وتمضية وقت ولكن بطرق مختلفة .عندما تدخل لمثل هذه المولقع من أول مرة ، تشعر أن الموقع بأكمله سخافة ، وتضييع للوقت في امور غير نافعة بتاتا ، وربما يرى البعض صحة ذلك ، ولكن بغض النظر عن السخافات الموجودة ، لننظر إلى النوعية التي تدخل مثل هذه الاماكن والهــدف من ذلك ، فهناك مآسي واحزان في تلك المواقع ، فالمآسي هي الضيـاع الذي يحدثه الشات ، والأحـزان عندما تتعرف على الأشخاص ، حيث تكتشف امور كثيرة وأهمهــا تفكك الأســرة ، فهناك فئة تدخل هذه الاماكن بدون هـدف أو نقول الخروج من الجو الأسري والدخول في جو تسلية ومرح ، فتلك الفتاة دخلت عالم الشات بسبب أهــلها والمشاكل الأسـرية ، حيث أنها لا تجد الأهتمام من اسرتها ، وأنها المنسية في البيت ، فدخلت تلك المواقع تبحث عن المفقود الذي لم تجده في اسـرتها ، وفتاة آخرى فقدت حنان الوالدين ، فبحثت عنه في غرف الدردشة ، هذه هي الفئة متواجدة وبشكل متوسط ، وهذا هو هـدفها الذي صعب الحصول عليه في مواقع الدردشة ، حيث أنها أماكن صعبة الوثوق بالأشخاص الذين يترددون عليه ، فكيف بالله عليك تثق في شخص من خلال دردشة لساعة أو ساعتين ، وانت لا تعرفه .

هناك فئات كثيرة في تلك الاماكن ، فالفئة الأولى هـدفها البحث عن الدردشة ومن ثم التعارف ، فالشاب يفعل المستحيل من أجل أن يكسب ود الفتاة ، ومن ثم يتحول الحديث للماسنجر او الموبايل ، وأيضا الفتيات فبنفس النسبة نجدهن يبحثن عن علاقات شبابية ، إما لتكوين علاقة غير شرعية أو استغلال الشاب في أمور كثيرة منها بطاقات الرصيد ، أو شراء مُوبايل ، مقابل تنازلات من تلك الفتاة منها الحديث معه على الموبايل أو الخروج معـه ، وطبعا نقول عن هذه الفئة الفــئة الغير واعية لما تقوم به ، فهدفها من غرفة الدردشة نتيجــته الضيــاع لا محال في حالة استمرار العلاقة ، أما الفئة الثانية هي الفئة الإباحية ، وهي من الجنسين ، مع اختلاف طرق البحث عن الإباحية أو استخدامها للحصول على المنفعة ، فهناك شباب في بداية دخولهم لتلك المواقع ينشرون الإعلانات الإباحية الخاصة بهم ، فذلك الشاب يقوم وبأعلى صوت في غرف الدردشة أنه يملك الأفلام والصور الإباحية ، وهي خاصة للفتيات بشرط وجود كاميرا ومايك ، أما الفتيات فإعلاناتهم هي البحث عن الأفلام دون مقابل ، وهن قليلات مقارنة بالشباب الذي لا يصدق أنه يملك مجموعة أفلام حتى يبدأ بالإعلانات مع شروط للحصول على تلك المجموعة ، وهناك مجموعة قليلة من الفتيات على استعداد لعمل فيلم إباحي مقابل 25 درهم التي هي في الأصل بطاقة رصيد لهاتفها المتحرك ، هل تصدق ذلك ؟ إن هناك من هي مستعدة للتنازل عن جسدها وعرضه لمن يقبل العرض المقدم منها ، وغيرهن من تطلب من الشاب شراء موبايل وله ما يشاء ، فكما هناك الكذابون فأيضا هناك الجادون في كلامهم ، وما نقول إلا عافانا الله وابعد عنا خطر تلك المواقع .

فئة آخرى تُسمى المُخادعون ، وهدفهم الخداع لا اكثر ولا اقل وهي متساوية بين الشباب والفتيات ، فكلاهما يحاول خداع الأخر ، وكل له اسلوبه فالشاب يحاول بكلامه المعسول أن يخدع الفتاة ، أو إغراءها بما يملكه ، مثل سيارة فارهة ، أو مبالغ مالية ، أو أنه رجل أعمال ، فتقع الفتاة في الفخ وتسيطر عليها عاطفتها ، وما إن تكتمل القصة إلا وتبدأ النهاية والتخلص منها ، أما جانب الفتيات فلهن أسلوب واحد للخداع واستغلال الشباب ، وتلك الفئة تسمى الشحاذات أي الطلابات ، حيث أول ما تدخل تلك الفتاة الموقع حتى تبدأ بسرد قصة مأساوية تعرضت لها تجعل قلبك يرق وعينك تدمع ، فترمي شباكها على الشاب المتأثر بقصتها ، فتطلب منه مبلغ من المال مقابل ان تُحادثه على الموبايل ، وتحلف له عشرات المرات أنها صادقة وانها سوف تتصل به بعدما يصلها المال ، والشاب المسكين يرسل مبلغ المال لها ، وينتظر الإتصال سنوات ولكن لا توجد مكالمة ، وبعد أيام يكتشف انه ضحية فخ تم إعداده من قبل فتاة الشات .

ومن قصص الخداع والنصب من قبل الشباب والفتيات ، نتطرق لأثنتين ، فتلك الفتاة التي تعرفت على شاب من غرف الشات ، وقويت علاقتهما مع بعض حتى انتقل حديثهما عبر الموبايل ، حيث بدأ الشاب في رمي شباكه ، وبدأ في إظهار الحب وكلام الدلع والعشق ، حتى وقعت الفتاة في حبه ، وتعلقت به بعد الوعود بالزواج ، وفي احد الأيام اخبر الشاب محبوبته أنه بحاجة لمال لتصليح السيارة حيث كانت الفتاة تملك بطاقة السحب الخاصة بعائلتها ، وبعد حلف الشاب بأخذ قدر بسيط من المال لتصليح السيارة ، ارسلت الفتاة البطاقة للشاب ، الذي لم يصدق ذلك ، فقام بسحب المبلغ كامل وترك فيه خمسة أوراق نقدية من فئة الألف درهم ، وترك الفتاة التي تفاجات في نفس اليوم أن والدتها تُريد البطاقة ، فالحبيب لا يرد ، والبطاقة لا يوجد بها إلا القليل ، فكانت ضحية خداع واستغلال .

أما عن القصة الثانية ، فلم يكن فيه خداع بل نجى الشاب بذكاءه ولم يقع في المصيدة ، حيث تحاور مع إحدى فتيات الشات والتي بدأت في كتابة قصة معاناتها حيث أنها مطلقة ولديها طفل مريض وهو بحاجة لعملية جراحية ولكنها لاتملك مبلغ العملية ، فرد عليها الشاب أن تعطيه اسم ابنها والمستشفى الذي يتعالج فيه حتى يتأكد أن ابنها بحاجة لعملية ، وانها لا تخدعه ، لكن الفتاة حاولت إكمال خطتها التي لم تنجح بسبب اصرار الشاب على التاكد بنفسه جعلها تهرب ولا ترد عليه والبحث عن ضحية آخرى ، فعلى كل من يرتاد تلك الأماكن الحذر من هذه النوعية الإستغلالية .

الفئة الرابعة وهي فئة المشاهدة فقط ، والتي تدخل لمشاهدة الحوار ووضع العبارات الإسـلامية أو الأبيات الشعرية ، ومشاهدة ما يدور على العام بين المتحدثين ، والدخول الخجول في النقاش أو الرد على البعض ، وهذه الفئة نسميها بالفئة الجديدة على تلك الاماكن ، فهي تُريد اكتشاف المكان قبل دخوله والاندماج فيه ، فمنهم من يستمر ، ومنهم من يبعد عنه ، وتجد في هذه الفئة أناس يدخلون الجات لوضع عبارة واحد فقط وتكرارها في فترات متقطعة دون الحديث مع الغير ، ولا تعرف لهم هدف من كل ذلك إلا تضييع الوقت بالتواجد والمشاهدة لا اكثر ولا اقل .

وأخيرا هذه نماذج لفئات الشات مع أهداف كل فئة ، وكما هو واضح فإن مواقع الدردشة تكشف لنا في بعض الفئات التفكك الأسري والمشاكل العائلية ، وأغلبها من الفتيات اللاتي تغلب عليهن العاطفة ، فعندما تفقد الحب والحنان ، واهتمام الأهل بها ، تبحث عنه في غرف الدردشة ، ونتيجتها ضياع الفتاة ليس بسبب المواقع بل بسبب الاهل الغافلين عنها وغير المُهتمين بها ، أما الشباب فقليل تجد من يدخل تلك الأماكن لأسباب عائلية ، وليس شرطا مشاكل وتفكك أسري ، بل ربما إن لم يكن أكيدا ، التنافس بين الفتيات في صيد قلوب الشباب والعكس صحيح ، فالفتاة تدخل الشات تحديا مع زميلاتها اللاتي استطاعن الإيقاع بالشباب ، وكل فتاة لها اسلوبها ، وأيضا نجد ذلك في الشباب ولكنه ليس تحديا بل غيرة الشاب من زميله الماهر في اصطناع الأحاسيس والكلام المعسول لصيد قلوب الجنس الناعم ، والتنافس مســتمر ، ولا نعلم متى ينتهي ، وندعوا الله تعالى بان يهــدي شبابنا ، وبناتنا للطريق الصحيح ويُنير لهم درب الخير والنور المٌبين .

Comments are closed.