تحدثنا في تدوينه سابقة عن تراكمات الموظف والمشكلة المتواجدة في أغلب المؤسسات والشركات الخاصة ، وهي أن الموظف يكون لديه طموح وتطلعات ولكن لأسباب معينة يتأخر تقديره أو ترفيعه ، ومع مرور السنوات تبدأ السلبية تتراكم عليه لدرجة أن بصيص الأمل ونور التفاؤل يختفي لديه ، ولا يُمكن أن يعود إليه ، مما يترتب على ذلك التأثير السلبي على زملائه ، وخاصة من اكمل أكثر من خمسة سنوات في عمله دون يجد من يقدره ويهتم براحته الوظيفية ، لتبدأ معها مشكلة ، لتكون مرحلة أولى من مراحل التراكم الوظيفي .

الجزء الثاني من هذا الموضوع سنطرق إلى الحلول وطريقة التعامل في العمل حتى لا تحدث لدنيا التراكمات ، وكيفية معالجة أصحابها ، لأن هذه المشكلة منتشرة بشكل كبير ، وهناك مواهب وابداعات وظيفية تختفي والسبب التراكمات أو التأثير السلبي لأصحابها على الآخرين ، وهنا يجب أن نضع بعض التساؤلات وهي :

  • كيف تبدأ أول يوم عمل ؟
  • ما هي شخصيتك الوظيفية ؟
  • كيف تتعامل مع الامور ؟
  • ما هو هدفك من العمل ؟
  • هل تثق في مؤسستك أو شركتك ؟
  • هل أنت صبور ؟
  • كيف تتخذ قراراتك ؟

الهدف الذي أسعى إليه أن يبدأ الموظف عمله ويُنهيه وهو راضي عن نفسه وغير متأثر بالأمور السلبية لأن التراكمات لا تبدأ إلى لو بدأ مفعول السلبيات على الموظف ، كأن يسمع أحاديث زملائه الغير إيجابي ويعمل بها ، وخاصة الموظفين الجدد ، لأن عقليتهم تكون ملتزمه بالعمل حتى تأتي تلك الرياح المحملة بغبار السلبية فتؤثر لدرجة أنه يبدأ بالتقليل من إلتزامها تطبيقا لما غرس في رأسه من أفكار سيئة عن محيط العمل ، لذا علينا أن نبدأ يومنا بذكر الله عزوجل والإكثار من أدعية الصباح واذكار الطريق والعمل وبداية يوم جديد ، ونشحن أنفسنا بالطاقة الإيجابية قبل الوصول إلى مقر أعمالنا لأنها قادره على صد هجمات الطاقات السلبية .

بعدها نتطرق إلى أن تؤدي عملك على أكمل وجه ، وحسب الوصف الوظيفي لمسماك ،  وتذكر أنه أول يوم عمل وتحتاج إلى سنة كاملة حتى تحصد نتائج جهدك وتعبك وحتى يعرفك الآخرين معرفة صحيحة ، وبعد سنة أخرى بعد سنة ولكن التقدير والترفيع يأتي بعد سنتين ، أو على حسب انظمة وقوانين المؤسسات والشركات ، الأهم ارسم صورة إيجابية عنك وافرض احترامك على الآخرين ، وكُن ذلك الشخص الذي يُعتمد عليه ويتفاعل مع أغلب الامور إن لم يكن جميعها ، حتى تصل رسالة منك للمسؤولين أنك من نوعية الموظفين الذين يفضلونهم وأنك تستحق أكثر مما أنت عليه ، أما الشخص الذي لن يقدم في بدايات عمله شيئا يُميزه عن الآخرين ، ويُشعرهم أنك بالحيوية والنشاط والتحدي والعطاء في العمل ، فلن يُبالي أحد بك ، ولن يكون اسمك مطروحا أمامهم في حالة احتاجوا من يعتمدون عليه ، باختصار ، ارسم لك صورة جميلة في عملك يراها الجميع عندما يبحثون على من يعتمدون عليه .

المشاكل الوظيفية موجودة ، ولا يُمكننا القول أن هناك جهات حكومية وصلت للكمالية ،فربما تقرر ترك عملك والذهاب لمكان آخر ، لتنصدم بأن البيئة الجديدة أسوأ حالا من سابقتها ، ولكن ما يهمنا أن تثق في شركتك ، وأن تكون صبورا  وقويا ، ولا تجعل مرور السنوات عليك أن تؤثر في عملك وأدائك ، فهناك من ينتظر أن تخمل ( أن تكون خاملا ) لشهر فقط ، حتى يبدأ بالقول أنك موظف متكاسل ، بالرغم من جهودك وعطائك في السنوات الماضية ، بل ربما تكون الإدارة جديدة في الوقت الذي تكون فيه خاملا ، فتأخذ صورة غير جيدة عنك ، ويجب أن اذكركم جميعا أن العمل الذي نقوم به ليس للمدير أو للمسؤولين ، بل عملك وتعبك من أجل وطنك ، وأعتقد أن من ينظر بهذا المنظور لن ينتظر تقدير الآخرين له ، لأنك تتعب وتبذل جهدك لهذه الأرض الطيبة ، فالموظف الذي يربط عمله بالراتب أو بأمور أخرى غير الوطن ، سيكون سهل الانصياع لتراكمات الماضي ، وتأثره السريع بأي قرار سلبي يكون له علاقة به .

الموظف الجيد من يعرف كيف يتعامل مع الأمور التي تواجهه خلال حياته الوظيفية ، ويتحمل كافة قراراته ، فمن اتخذ قراره بالعمل والاجتهاد دون السقوط في الموجات السلبية فقد يربح الكثير مهما طالت السنوات ، بينما من يقرر بعد خبرة سنتين أو 3 ولم يجد التقرير ، بأن يكون موظفا متكاسلا أو متخاذل عن أداء واجباته الوظيفية على أكمل وجه ، فليتحمل ذلك لأنه السنوات ستمر عليه سريعا دون أن يتحرك ساكنا من مكانه ، فإما أن تتوكل على الله وتؤدي عملك بكل أمانة وإخلاص وحبا للوطن وتكون صبورا ومتفائل بأن كل ما تبذله لن يذهب سدا ، فستجد التكريم والتقدير ، بل ستجد عروضا خارجية تأتيك وتجد تقدير الآخرين من الخارج يأتي لجهودك الرائعة ، أما من تخاذل وجلس على كرسيه يكرر التراكمات وحالته ميؤس منها ، وطاقته من أعلاه إلى أسفله سلبيه في سلبيه ، وينتظر التقدير حتى يتحرك لفترة محددة ، وبعدها يعود للخمول من جديد في انتظار تقدير آخر ، فعليه التفكير من جديد والنظر لنفسه هل هو راضي عما يقدمه في عمله ، وهل يرغب في أن يظل سنوات في مكانه ، ولن يجد ما يتمناه وسيكون في حالة انعزال عن الآخرين بل سيرى أن الآخرين تقدموا عليه واحتلوا أفضل المراتب بينما هو قابع في المكان نفسه لا أحد يسأل عنه  .

أخيرا أكرر وأقول لجميع الموظفين المتراكمين والسلبيين ، أنت من تحدد كيف تكون أمام الآخرين ، وأنت من يحدد أين يريد أن يصل ، والخيارات موجودة أمامك ، والاوضاع متشابه في أماكن أخرى ، فعليك العمل بذكاء والتعامل مع الموقف بطريقة تحقق أهدافك ، ودع عنك الآخرين وانظر لنفسك ولعملك ، ففي الأخير إما أن تكون السعيد بما تُنتجه وإما أن تكون التعيس الذي وقع ضحية للآخرين وصار جزء منهم لا يقوى على الحراك أو والوقوف ، فكر وقرر وحدد ، وتوكل على الله فإنهم مهما فعلوا وقصروا في تقديرك فهناك رب العالمين قادر على كل شيء ، وإن اراد شيئا أن يقول له كن فيكون .

اكتفي بهذا القدر ..

وشكرا ..

Comments are closed.