إن من أهم الأمور  التي يُمكن أن نجدها ونُميزها في الناجحين أنهم يتواجدون دائما في المقدمة وفي الصفوف الأولى ، ففي هذه الحياة تمر علينا دروس  قيمة وشخصيات تملك الخبرة في مجالات كثيرة ، ولن نستطيع الاستفادة واكتساب خبرات السابقين إلا إذا كنت في الصفوف الأولى، ومزاحما لإحتلالها قبل أن يسبقك الآخرين ، وكما في المسجد وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه ” خير صفوف الرجال أولها  .. ” ونحن نقول خير صفوف الناجحين أولها ، لذا من يُفكر في إستكمال خطوات نجاحاته عليه أن يضع الصف الأول في الإعتبار ويُنافس عليه لأن الصفوف الأخير لن ينظر لها أحد .

الصفوف الأولى ليست  المقصود فيها المقاعد الأولى في المشاركات ، بل أيضا المركز الأول في حياتنا ، ونتذكر قول الشيخ محمد بن راشد أننا في دولة الإمارات دائما نفكر في المركز الأول   ومقولة أخرى أن المركز الثاني مثل الأخير ، فلو تسأل عن الأوائل في الإنجازات سنجد الكثيرين يذكرونهم ، ولكن لو سألنا من هو ثاني شخص صعد إلى القمر ، فلن نجد إجابة  لأن الجميع يتحدث عن أول شخص ، وليس هناك من تحدث عن ثاني وثالث شخص  صعد للقمر بالرغم من أنه إنجاز  إلا أن الإهتمام الكبير لصاحب المركز الأول ، بل لها تاثير إيجابي على من يحتلها ويتمسك بها ، فيُضرب به المثل ويكون قدوة لمتابعين والمهتمين فيه ، وكل ذلك لن يأتي إلا إذا كانت بداياته في الصفوف الأولى ، فتغرس في نفسه حب التواجد في المقدمة وجذب انتباه الجميع على وجوده  ، وذلك لن نجده في الصفوف الخلفية أو المتأخرة  .

والمُميز في الناجحين هي كثـرة السـؤال ، وهي من طرق التعلم أن تسال ولا تستحي ، لأن كل سـؤال تجد فيه الفــائدة لك ، ومثـال على ذلك في المــدرسة ، الأستـاذ يشـرح ويتعب ، ويسال يا طـلاب فاهمين ، في أي سـؤال ، نجد الشـباب كأن على رؤوسهم الطير لا سؤال ولا كلام م ، وإذا أعاد الاستاذ السـؤال ، الرد راح يكون بشكل جماعي ” فـــاهميييين ” ويوم الإمتحـان نجد نصف الفصل رسبوا ، لهــذا مهما كان السـؤال فله قيـمته ، وراح تفيد نفسك وغيرك ، وأخبركم بما حـصل في إحدى الدورات التي حضرتها ، وكما هو معلوم عني كثرة السـؤال والناقش مع المُحـاضر ، فقال لي شخص كان يجلس بجنبي ” اسأل ولا تتردد ، لأن أسئلتك تكون هي نفسها اللي نحن نبا نسال بس نحن نستحي وأنت تقدم لنا الفائدة بأسئلتك ” ، فهذه هـي قيمــة الســؤال ، وأهمية السؤال تمكن في أنك إن لم تسأل فلن تتعلم ، ودع عنك نظرة الآخرين في التقليل من السؤال ولا تستحي من أحد ، انطلق واطرح ما يجول بخاطرك حتى لو شعرت أنه تافه ، فتفاهته فيها معلومة يجهلها كثير من الجالسين من حولك ولا يرغبون في معرفتها ، والشخص الناجح يبحث عن المعرفة أينما كانت في الكُتب والمجالات ، وايضا السؤال في المدارس والجامعات أو مع أصحاب الخبرات في هذه الحياة .

أخيرا  إن الجمع بين الصف الأول والسؤال مهم جدا في حياتنا ، فما هي الفائدة من تواجد الصامتين في المقاعد الأولى ،بل لا يظن أهل المراكز الأولى أن وصولهم للمقدمة يعني توقفهم عن الأسئلة والمعرفة ، فهذا خطأ يعق فيه الناجحون ، فالوصول للقمة ليس صعبا بل الأصعب أن تبقى في المركز الأول وتُصبح مستمرا على القمة ، لأن التحديات كثيرة ستواجهك وتحتاج منك تسخير كل الإمكانيات واستغلال كل شاردة وواردة وكل صغيرة وكبيرة حتى لو كانت في سؤال بسيط ، فرب معلومة تحصل عليها بالسؤال تجعلك في المقدمة لسنوات وسنوات ، فلنبدأ من اليوم بغرس حب المركز الأول في نفوسنا وتشجيع كل من نحبهم للتواجد في المقاعد الأولى والإصرار عليها ، وعدم الخجل من طرح ما يجول بخاطرهم من تساؤلات للتوضيح أو للمعرفة ، فالنجاح يحتاج إلى تلك النوعية التي تهتم بالصف الأول والسؤال .

8 thoughts on “الحلقة (14) : عليك بالصف الأول والسؤال”
  1. وعليكم السـلام ورحمة الله وبركاته ..

    افتقدنا تواجدكِ اختاااه ..
    وتواصلك ما يُميز مدونتي .. 🙂
    وصدقتي أن الصف الأول يكون سببا في التغيير ..لأن الصف الأول المكان الذي ينظر إليه الناس ..

    شكرا لكِ ..

اترك رداً على عبيد الكعبي

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *