عند الحديث عن التأثير المعنوي والإيجابي في حياتنا ، فإنك تتحدث عن ملايين الطرق والوسائل التي تؤدي إلى رفع الحالة النفسية للفرد للأعلى أو حتى للأسفل إن كان تأثيرها السلبي قويا ، ففي كل حركة نقوم بها هناك من يتأثر ويقابل التأثير ذلك بردة فعل على حسب طبيعة المؤثر وقوته ، فكلمة تخرج من فمك ربما تكون سببا في حروب بين الدول ، كما حدث مع تلك المرأة التي استنجدت وقالت ” واااامعتصمااااه ” ، فما كان من المعتصم بالله بتجهيز جيش ومحاضرة عمورية من أجل كلمة خرجت من تلك المرأة ، فما بالكم بأفعالنا وحركاتنا التي نقوم بها يوميا في وسط مجتمع يحتوي على أنواع مختلفة من البشر المتأثرين ، فالكلمة والفعل سلاح قوي للتأثير المعنوي ، ورفع الهمم ، ودافع لجعل الفرد أن يقدم المزيد من العمل والجهد والانتاجية ، وهنا نتوقف معكم للحديث عن إحدى تلك الوسائل وفكرة من الأفكار التي أرغب في تطبيقها في الفترة القادمة وهي ، رسـائل الشكر والتقدير .

فالفترة الماضية بدأت تطبيق فكرة الشكر والتقدير ، حيث وجدت تعاملا رائعا من إحدى الاخوات في مصرف إسلامي ، وأسلوبها في التعامل مع العملاء وتقديم جميع المعلومات التي يحتاج إليها العميل بطريقة راقية تجعل العميل يكون صورة جميلة عن تعاملات ذلك المصرف ، فما كان مني إلا مخاطبة المصرف عبر موقعهم وتوجيه رسـالة شكر وتقدير لتلك الأخت على ما قامت به ، لأنني على يقين أن مثل هذه الأمور البسيطة لو قمنا بها سيكون له تأثيرا إيجابيا على الموظف ،الذي يتلقى مئات المكالمات في اليوم بشتى انواعها وبمختلف الجنسيات والأساليب فالتعامل ، فرسالة واحدة إيجايبة تُزل عن الموظف إرهاق العمل لمدة ثماني ساعات أو أكثر ، وربما تجعله يخرج من عمله بنفسية هادئة وسعيدة ، لأنه وجد من بين من تعامل معهم التقدير على الجهود التي قام بها ، فأهمية مثل هذه الأساليب المعنوية أنها تحول الشخص السلبي في نهاية العمل إلى شخص إيجابي ، بل سيكون له تأثير أكبر على أداء الموظف نفسه في العمل فتزيد إنتاجيته وتقلل أخطائه ويزداد تركيزه من أجل رسالة شكر وصلت إليه ، فكانت ردة الفعل بالطريقة الصحيحة.

ما هو المانع في أن نقوم بذلك ،ونبدأ بتشجيع الموظفين لنرتقي بهم ونطور من مستواهم ، فكلما زاد التأثير الإيجابي كلما زاد اهتمام الموظف بعمله وربما يصل إلى تقديم أفكار ومقترحات جديدة ، ويتغير أسلوبه في التعامل للافضل ، فأغلب العملاء إن لم يكن جميعهم يتفننون في رسـائل الشكاوي على أي تصرف يبدر من أي موظف حتى لو كان صغيرا ، ولكنهم عندما يجدون موظف اجتهد وتعب من أجلهم لا يلقون له بالا ، فيترتب على ذلك رد فعل سلبي منه ، فيُصاب بالإحباط وإنخفاض في المعنويات وهبوط الانتاجية ، لأن من يتعامل معه لا يهم إلا بالأخذ دون العطاء ولو بالقليل من التقدير والعرفان للموظف المسكين ، فكلمة واحدة تحمل الكثير من الطاقة الحيوية التي تزرع في كل من يتلقاها ، فالكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة تؤتي ثمارا طيبة ، فكيف لو تحدثنا عن الفرد أو الموظف في هذه الحالة ، كيف ستكون هذه النتائج مستقبلا .

وليس شرطا أن نلتزم بالشكر والتقدير ، فهناك عبارات كثيرة تؤدي نفس الثمار وتندرج تحت تصنيف الكلمة الطيبة ، لأنها تؤلف القلوب ، وتريح الأعصاب ، وتُهدأ  الأنفس ، فيُمكن بكلمة تحول الغاضب إلى مبتسم ، والمنفعل يعم عليه الهـدوء والسكينة ، والقرآن الكريم والسنة النبوية لما ينسيا الكلمة الطيبة حيث قال تعالى: (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )) ، ودعى إلى الإحسان بالقول قال الله تعالى :- (( وقولوا للناس حسناً )) ، وكم من شخص لم ينسى اسمك بعد سنوات لأنه سمع كلاما طيبا وفعلا راقيا جعله يكسب قلوب من يتعامل معهم ، فكما ذكرنا وكررنا أن الكلمة لها الأثر القوية على نفوس من نتعامل معهم كبارا كانوا أو صغارا ، فالمهم أن نتقن فن استخدامها حتى نقرب الآخرين منا ولا نستخدمها بشكل سلبي فتكون سببا في نفور من حولك وابتعادهم عنك لتضل وحيدا وتتسائل لمــاذا ؟ وما سبب ذلك .؟

أخيــرا ، دعوة لكم جميعا أن نغرس مفهوم الشكر والتقدير في نفوسنا أولا وننشره بين كل ما نلتقي بهم ، ونشجعهم على مفهوم رسـائل التقدير والامتنان لمن يستحق ذلك ، فهي مجرد كلمات لن تأخذ الوقت الكثير منك ، فقط تحدث بها فالوقت المناسب وللشخص المناسب الذي يستحق ذلك ، فربما هو لا ينتظر ذلك  ، ولكن سيكون لها الأثر الطيب فالنفس ، فيقول أن الدنيا فيها أناس خيرين يقدرون ما يقوم به ، وهنا يجب أن لا ننسى أن لا نفرق بين الأفراد في شكرنا وتقديرنا حتى عامل النظافة والطباخ والخادمة وغيرهم من المستوى المتدني إلى المستوى الأعلى يستحقون وقفة شكر وتقدير ، وهذا اعتبره واجب علينا في أن نبادر في إرسـال رسـائل التقدير لهم ومن أجلهم ومن أجل إعطاء صورة رائعة عن شعب الإمارات فيكون شعبا محبوبا بكلماته الرنانة والمؤثرة ، ونكسب قلوب الكثير من الجنسيات المختلفة ، فينعكس ذلك على أفعالنا وتعاملاتنا ، فرب كلمة تغيير الفرد من حال إلى حال .

 

 

 

 

5 thoughts on “رسـالة شكر وتقدير”
  1. كلام جميل ورائع أخي عبيدالكعبي…بارك الله فيك.
    اتمنى ان يسمع المدراء في عالمنا العربي هذا الكلام ويبدأوا في تطبيق معاني الشكر والتقدير على موظفينا العرب حتى تتحسن نفسيتهم ،وينعكس ذلك على إنتاجيتهم.
    مع تحياتي وتقديري.

  2. مرحبا أخي بلال .. نورت المدونة ..

    أصبح العامل النفسي من الأمور المهمة جدا في مجال العمل يحب الإهتمام به ، فهناك من يدعوا لعمل يوم ترفيهي كل شهر للموظفين وذلك من أجل إخراجهم من جو العمل وتقوية العلاقة بين الموظفين والمدراء ، ومن خلال كلمات الشكر والتقدير أيضا يكون لها تأثير إيجابي كبيير .. وخاصة عندما تأتي من أكبر مسـؤول في عملك ..تشعر أنك غير منسي ، فما بالك لو جربتها في خارج عملك ..

    لك إحترامي اخي العزيز ..

  3. كلمه (شكرا) بروحها لها تاثير قوي ع حالة نفسيه للشخص

    وهي من ابسط الاشياء التي نستطيع تقديمها لابعضنا

    لكن قليل من البشر يتخذونه مبدا في علاقتهم

    اشكرك استاذى (عبيد) ع هالموضوع الجميل

اترك رداً على سري للغاية

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *