نعلم جميعا أن كل جديد مفيد يظهر في عالمنا بالتأكيد يجب أن يظهر مقابله شيئ سلبي وسيء ، حيث أنه في كل يوم تظهر أفكار جديدة وما أن تستمر عدة أيام إلا ونُشاهد استخدامات سلبية لها إما تكون مؤثرة على الفرد نفسه أو على المجتمع ، وهنا الحديث سيكون عن الأثنين ، لأن صلاح المجتمع لا يأتي إلا بعد صلاح الفرد ، فكلما كان الأساس قويا ومتينا كلما كان البناء أقوى وأشد تماسك ، ومن خلال هذا نجد أن على كل فرد مسـؤولية ومهام يجب أن يقوم بها ويُساهم من أجل تنظيف مُجتمعه ومحاربة الأفكار والعادات الهدامة أو كل شيء يؤدي إلى الضياع والخراب ويحول مُجتمعاتنا إلى منطقة مليئة بالقاذورات الظاهرة أو المخفية ، وهذه المهمة تحتاج منا غرس ثقافة في عقل كل فرد يعيش على هذه الأرض وله علاقة بمجتمعنا ، لأن  ثقافتنا هي مسؤوليتنا علينا القيام بها .

كنت في اجتماع مع بعض المسؤولين في بعض الجهات ، وكنا نتحدث عن المُخالفات التي تحدث في دولتنا ، وكل منا يطرح ما مر عليه من مواقف وأحداث وكيفية التعامل معها  ، وتوصلنا إلى أهمية وجود الثقافة الصحيحة في الفرد بل وعليه التصرف في كل أمر يراه أو يتعرض له حتى يُساهم من أجل مجتمعه والقضاء على الأمور المؤذية له ولغيره ، وعندما يُبادر شخص واحد بذلك سيكون هناك تفاعل من البعض ويزداد العدد حتى تكون تلك الثقافة عمت جميع أفراد المجتمع ، فالبداية يجب أن تكون مع أنفسنا ومن ثم نوعي بها الآخرين ونشجعهم على ذلك ، وتطرقت في تدوينات في مدونتي إلى أهمية رفع مستوى الوعي لدى الأفراد  ، فوطننا الحبيب وقف معنا منذ الصغر وكان دائما بجانبنا ، والآن جاء الدور أن نرد جميله وأن نقف بجانبه من خلال محاربة كل ما هو ضـار ويُسيء إلى وطننا وإلى مظهره ، فإذا ابن هذا الوطن لم يتحرك ساكنا من أجل وطنه ، فمن سيتحرك من أجله ؟

عندما يتم سن القوانين والأنظمة واللوائح التنظيمية في مجالات  ، فليس الهدف منها أن نُجبر الآخرين على الإلتزام بها بل بأن يُسـاهم الجميع في نشر الوعي عن هذه القوانين ، وأن لا نترك الأمر للجهات المعنية تقوم بذلك لوحدها ، ودورنا كأفراد علينا بالمساهمة في البناء مع  كل من يسعى من أجل هذا الوطن ، فعندما تُشاهد تصرفا خاطئا من أحد فكل ما عليك هو نصحه وتوجيهه ، او عندما تعلم بأن هناك فئة ترغب في تخريب شبابنا وبناتنا ، فعليك بالإبلاغ عنهم والمساهمة في التخلص منهم ، وهذا إن دل فإنما يدل على حبك لوطنك ورغبتك في أن يكون نظيفا من تلك الفئات القذرة ، واذكر هنا تصرف اعجبني من أحد الشباب أحد الشباب الذي وصله إعلان لمركز يقدم العلاج الطبيعي ، وصاحبنا كان بحاجة إلى ذلك ، وعندما ذهب للمركز لتلقي العلاج قاموا بعرض مجموعة من الفتيات عليه للاختيار بينهم ، فاستغرب من ذلك وشك في امرهم ، فما كان منه إلا أن قام بالتبليغ عليهم وتمت مداهمة المكان الذي كان مكانا للدعارة ، مثل هذا التصرف والمسؤولية التي كان يحملها صاحبنا في داخله يجب أن تكون موجودة لدى كل فرد في دولتنا الحبيبة ، فلو تركهم على حالهم لتضرر غيره من الشباب ولربما كانوا مخالفين للإقامة أو أن تلك الفتيات تحمل إحداهن الأمراض وغيره ، فكما أن مثل هذه الأمور تنتشر في الخفاء فيجب أن يُقابلها جدار بشري من أفراد المجتمع تقف جاهزة للتصدي لها .

أيضا هناك فئة من الجنسيات الآسيوية بالذات ، تقوم بالبصق في شوارعنا بطريقة مُقرفة للغاية ، لو كل فرد قام بتصوير ذلك الفعل والإبلاغ عنه ، لوجدنا أن تلك الظاهرة اختفت في أقل من شهر ، أو من يرمي السجائر أو القمامة في الشارع و الأماكن العامة دون أي مُبالاة أو اهتمام بنظافة المكان ومراعاة مشاعر الآخرين يحتاجون إلى أن نقف ضدهم ونوضح لهم ما يقومون به بأنه يـؤذي الفرد والمجتمع والوطن ، والجهات المسـؤولة تحتاج إلى وقفتنا وتحتاج أن نكون عيونها التي ترصد المُخالفات وتُبلغ عنها وتتواصل معهم ، وكفانا من  الشكـوى في كل موقف نتعرض له علينا بالتحرك والقيام بالفعل ، وعدم التعذر بعبارة ” ما راح يصير شيء ” ، عليك بالتحرك وعدم التقصير من أجلك ومن أجل وطنك ، قم بمهامكم واترك الباقي على الجهات المسـؤولة .

أخيرا ، في دولتنا الحبيبة هناك خدمات تقدم للجمهور في حالة وجود أي شيء تودون الإبلاغ عنه أو تم خداعك من قبل المحلات التجارية ، فلديك خدمة أمان من وزارة الداخلية وهي :

 توفر خدمة أمان اتصالاً امنيا وآمناً  بين الشرطة والجمهور لتبادل المعلومات الامنية  وتتيح الخدمة للجمهور امكانية الاتصال لأي أمر يتعلق بالسلامة العامة  كالتسول  والالعاب النارية  وغيرها من الظواهر التي تتطلب  تدخل الشرطة .تقدّم خدمة “أمان” على مدار 24 ساعة، وذلك بالاتصال على رقم (8002626) أو إرسال رسالة نصية “SMS” على الرقم (2828). ويمكن تلقي المكالمات باللغات: العربية والانجليزية، والأوردو.

أو خدمة أمين من شرطة دبي وهي :

انطلقت خدمة الأمين رسميا في شهر سبتمبر من عام 2003م ،جسرا للتواصل بين أفراد المجتمع والإدارة العامة لأمن ‏الدولة عن طريق تلقي الملاحظات الأمنية من الجمهور باستخدام وسائل الاتصال الحديثة (الهاتف المجاني ، الفاكس، ‏الرسائل النصية القصيرة، البريد الالكتروني ، الموقع الالكتروني ، التويتر ، البلاك بيري) وذلك لمواكبة التطورات ‏التي تشهدها الدولة ، حيث يُمكن الاتصال والتواصل  من هنــــا .

ولديكم أيضـا حماية المستهلك عندما تلاحظون ارتفاع في الاسعار بشكل مُبالغ ، فيجب عليكم عدم السكوت عن الوضع والتواصل مع الجهات المعنية من خلال الرقم  8008811 ، ونلاحظ أيضا هناك بعض سيارات النقل العام تضع عبارة ” لو هناك ملاحظة على قيادتي اتصل على الرقم …. ” وهذه خدمة للأسف لا يستخدمها إلا قلة من الناس عندما نشـاهد تهور في القيادة من قبلهم ، فعلينا بالتواصل مع الرقم الموجود والتبليغ عليهم ، وما ذنب الجهات المسـؤولة التي وفرت كافة قنوات التواصل للجمهور ، ولكن لا أحد يتواصل معهم ويتفاعل مع المواقف والأحداث التي نشاهدها كل يوم ، فثقافتنا مسـؤوليتنا .

2 thoughts on “ثقافتنا مسـؤوليتنا ..”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *