عندما تتحدث عن التعامل مع الآخرين في شتى المجالات فأول كلمة يجب أن نذكرها الاخلاق ، فهي أهم سمة يجب أن نتصف بها في تعاملاتنا ومعاملاتنا ، ودائما ندعو إلى غرس مفهوم الأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال منذ الصغر ، فهي التي تُعطي صورة للشخص نفسه بل وتُعطي صورة لكل فرد تكون لديه علاقة قرابة معه مثل الأب والأم  والأخوان والأخوات ، فنحن صورة عن تربية آبائنا وأمهاتنا لنا ، ولو تم الإسـاءة لنا فستلحق بأهلنا أيضا لأنهم جزء منا ، ولكن من سيتحدث عن الأخلاق في في تلك الامان الذي يسود فيها التنافس والتحدي القوي بين مجموعة من الافراد ، والكل يسعى من أجل تحقيق الفوز والإنتصار ، فذلك التحدي يُفرح شعب بأكلمه في الانتصار ويُبكي غيرهم في حالة الخسـارة ، إنها الساحرة المستديرة .

استوقفني اليوم خبر في موقع كووورة الرياضي ، والذي سيكون محور حديثنا اليوم كيف لكرة القدم أن تغرس الأخلاق أولا قبل التفكير في الفوز  وهذا ما حدث مع اللاعب البرازيلي لويز أدريانو ::

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) اليوم ايقاف لاعب شاختار دونتسك الأوكراني، البرازيلي لويز أدريانو وذلك بسبب “انتهاك مبادىء الروح الرياضية” بسبب هدفه المثير للجدل في مرمى نورشلاند الدنماركي بالجولة الخامسة في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال.وكان أدريانو سجل هدف التعادل لفريقه مستغلا كرة كان يتوجب على فريقه اعادتها للخصم بعد أن كان الحكم أوقف المباراة لاصابة أحد اللاعبين.وكان (ويفا) بدأ في 21 من الشهر الجاري تحقيقا ضد أدريانو بتهمة غياب الروح الرياضية، وقررت لجنة المراقبة والآداب أثناء اجتماعها اليوم في سويسرا فرض هذه العقوبة على اللاعب.وستطبق العقوبة على اللاعب في مباراة فريقه المقبلة مع يوفنتوس الإيطالي، كما سيتوجب عليه أيضا “قضاء يوم كامل من الخدمات لكرة القدم“، وفقا للقرار..

 

أكثر ما عجبني في العقاب أمرين الأول السبب وهو انتهاك مبادئ الروح الرياضية والتي تدخل من ضمن الأخلاق والأمر الثاني قضـاء يوم كامل من الخدمات لكرة القدم ، يعني إيقاف عن اللعب لمباراة ,والقيام بأعمال خاصة ، نفهم من ذلك أن هناك عقاب وتربية للاعب نفسه وتذكيره بأن كرة القدم تهتم بالمقام الاول بالروح الرياضية والأخلاق قبل المنافسة والتحدي بين اللاعبين ، وهذا ما نفتقده في ملاعبنا العربية والخليجية ، فليس هناك عقوبات تربي اللاعب على الإهتمام بالأخلاق وتذكيره بها ، وشـاهدنا الكثير من المواقف والأحداث في المستطيل الأخضر ، ولكن النتيجة كانت إيقاف لمدة عام أو ستة أشهر عن اللعب ، ومـاذا بعد ذلك .؟؟؟

أهم ما في العقوبة أن يتبعها درس قوي للاعب نفسه ، كمثال عقوبة مباراتين بالإضافة إلى 12 ساعة عمل في مكان معين ، ويكون هذا المكان له علاقة بالأخلاق حتى يتأثر اللاعب ويتعلم درس من دروس الحياة ،والهدف منه أنك مهما كانت مكانة كلاعب ومهما وصلت من الشهرة فإن ذلك لن يعفيك من العقوبات التأديبية ، فإما تلعب كرة قدم بالروح الرياضية أو عليك بتحمل عواقب ما تقوم به ، فمن دون الروح الرياضية والأخلاق السامية فلا داعي أن نلعب كرة القدم لأنها مجرد قطعة من الجلد يتم دحرجتها امام اللاعبين ، وليس من المعقول أن تكون سببا في إصابات قوية للاعبين ربما تحرمهم من ممارسة حياة رياضية لاحقا بسبب انعدام الروح الرياضية .

أخيرا ، تدوينة رياضية قليلا ولكنها لا تمنى أن نُعمم فكرة العقوبات التأديبية في مجالات الحياة ، فيُمكن أن نستخدمها في المنزل أو المدرسة ، ويُمكن أن نكون للسـائقين والمتهورين لتكون تلك العقوبات درس لهم يتعلمون أن أرواح الناس ليست رخيصة  ، ويُمكن أن نُدخلها في التربية وإعداد أجيال المستقبل بمنهج أخلاقي راقي ، حتى إذا دخل في أي تحدي بين الآخرين فعليه أن لا ينسى أن الأخلاق هي الأهم ، ومن دونها تكون صورتك أمام الآخرين ســـوداء وربما يصل هذا السواد لعائلتك ، فعليكم بالإهتمام بالروح الطيبة والرياضية ، والحرص على تطبيقها فيما بيننا حتى بين الاب وابنه وبين الزوج وزوجته وبين الأخ وأخته وبين الزملاء والزميلات ، كُن في المقدمة بأخلاقك وتعاملك وإلا لقلنا لك جميعا بصوت واحد ” اخلاقك يا كابتين … ”

 

 

2 thoughts on “أخــلاقك يا كابتن !!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *