تمر في حياة الإنسـان الناجح الكثير من المواقف والأحداث التي يجب أن يتعامل معها بأسلوب معين لكي لا يتأثر نفسيا بها وتؤثر على نجاحاته وفي نفس الوقت يكون رد واضح وصريح منه على الأشخاص الذين كانو سببا في تلك الأحداث وإيقافهم عند حدهم ، ففي حياتنا نواجه نوعيات كثيرة ومختلفة من البشر الذين يكون لهم تأثير الإيجابي عليك أو تأثير السلبي الذي ربما يكون سببا في توقفك في محطة من محطات النجاح وربما يصل الأمر إلى توقفك بشكل كامل وتأخرك للخلف على حسب قوة التأثير  وطريقتك في مواجهتها والتغلب عليها ، فإما تتصرف بالشكل المناسب لتلك الأشكال وهكذا تكون لك ميزة تتميز بها عن الآخرين ، أو تتصرف بالشكل الخاطئ فيؤثر ذلك على شخصيتك وعلى نظرة الآخرين لك ، لدرجة البعض سيأتي إليك لينصحك ويقول لك ” كبر عقلك ، فأنت الكبير ” .

نواجه في حياتنا أناس يملكون عقولا صغيرة ويُكثرون من الحديث الذي لا معنى له ، مما يتسبب لك بالصداع المُزمن ويترتب عليه تأثيرات سلبية في مسيرة حياتك نحو النجاح ، وهناك فئة كبيرة توقفت في حياتها لأنها لم تعرف كيف تتعامل أو تُبعدهم من طريقهم ، فاستسلمت لهم حتى صارت مثلهم ومنهم ، وهذه المواقف علينا أن نستخدم أسلوب طنش تعش ، لأن التوقف عندها لن يُفيدك في شيء إلا تضييع وقتك  فهي لا تُغني ولا تُسمن من جوع لأن عملهم هو تحطيم الناجحون وضمهم إليهم، وعليك المضي في طريقك دون النظر إليهم  ، وهذا هو أفضل تعامل تقوم به ، فالإهتمام وكل الإهتمام يجب أن ينصب على نفسك أنت فقط ولا عليك من الآخرين وبالأخص أصحاب العقول الصغيرة، التي ستختفي تدريجيا كلما ابعد ناظريك أو تزداد شوكتها لو فكرت في الرد عليهم بالأسلوب الغير صحيح .

يرى البعض أن التغاضي عن تلك الفئة يُعتبر إنهزامية وضعف في الشخصية  ، لهذا يجب أن يكون لهم كلمة ورد عليهم ، فكما ذكرت لكم أن ذلك سيؤدي إلى إضاعة الوقت والجهد بلا فائدة ، لأن هذه الفئة موجودة في حياتنا والرد عليها سيؤدي إلى التسبب بالمشاكل المزعجة لك ، فتعامل معهم وكأنهم غير موجودين أو أن تقبل ما يصدر منهم بصدر رحب وبروح رياضية فهذا هو الأسلوب الأمثل لهم أو التطنيش والذي سيؤثر عليهم ، كمثال على ذلك نجد تلك الفئة في العمل بكثرة ، وخاصة مع الإنسـان الناجح فهي تتصيد أي زلة منك حتى تبدأ بالحديث عنك وتشويه سمعتك وكل ذلك من أجل أن تنفعل وتفقد أعصابك وترد عليهم بطريقة غير لائقة وتدخل معهم في الشجار والمشاكل التي لن تنتهي وتؤثر على أدائك وعملك ، لذا من الأفضل تركهم يتحدثون وتؤدي عملك على أكمل وجه ، فتجد نفسك وصلت لمستوى رائع في عملك بينما هم في نفس المكان لم يتغيروا لأنهم انشغلوا بك وأنت الذي لم تُبالي بهم .

أسلوب التطنيش يكون مقتصرا على تلك الفئة التي لديها هواية الحديث في كل الامور بشكل سلبي ، ومحاربة كل ناجح في حياته بل إن حديثها لا فائدة منه ، فلا حاجة لنا به بل هناك فئة حديثها يكون من أجلك ولمصلحتك وهذه تحتاج بأن تُعطيها وقتا للاستماع إليها لما يحوبه كلامها بالفائدة التي تعود إليك ، ولكي تقاوم ما تتعرض إليه عليك بالامور التالية والتي تحدثنا عنها سابقا في أولى الحلقات وهي :

  • الثقة بالله والتوكل عليه .
  • الثقة بالنفس ومعرفتها جيدا .

وتذكر أن الشجرة المثمرة وحدها تُقذف بالحجارة ، وهذه هو عمل تلك الفئة فالإنسان المثمر والمجتهد في عمله والذي يُحقق نجاحات بين زملائه يُحارب من قبل الغيوريين الذين يحترقون من كل إنجازاته فيرمونه بقذائف الكلام والحديث العشوائي حتى يُشوهوا سُمعته ويُحطموه بكلامهم ، ويُمكن أن  نُشاهد الجنس الناعم يهتم بذلك بشكل أكبر مقارنة بالشباب ، وخاصة نجد ذلك في الأعراس والتي يكثر فيها الحديث الذي ما هو إلا عبارة عن سحابة صيف وتنقشع بعد فترة ، لذا نجد اهتمام كبير من بعض أوأغلب النساء أن تظهر أفراحهم بشكل كامل والكمال لله أو أنها تسرق الأنظار بزينتها لتجعل الجميع يتحدث عنها بإعجاب  ، أما في جانب الشباب فاذكر لكم قصة شـاب ناجح في عمله ، علاقاته سطحية مع زملائه ولا يعرفهم معرفة قوية ، يتفاجأ من مديره يتحدث إليه أن هناك فئة تشتكي منك ، بالرغم من أنه لا يحتك بأحد معهم كثييرا ، وهذا الأمر طبيعي جدا ويحصل في أغلب أماكن العمل ، ولكن اصنع درعا لك تصدهم يكون مملوء بثقتك بربك ومن ثم ثقتك بنفسك وطبق معهم أسلوب التطنيش وعدم النظر لهم ، ونقول له وللجميع كبر عقلك وخلك أنت الكبيير من بينهم .

13 thoughts on “الحلقة (16) : كبر عقلك .. وكُن كبير”
  1. اعجبني المكتوب … ويدل على وعي ممتاز بواقع مضطرين للاسف ان نتشارك فيه مع اخرين من فئة ( بدون تعليق )

    اتمنى لك كل التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *