4200

 

الأسرة وما أدراك ما الأسرة ، عندما نتكلم عنها فإننا نذكر الزوج والزوجة ، ونذكر الأب والام ، اللذين يعتبران عمودين لا غنى عنهما في تكوين العائلة ، ومن ثم يأتي الاولاد ليكونوا مكملين للأب والام ، وتبدأ بعدها مرحلة التربية والتعليم ، والتي تأتي من الوالدين حيث يكون الابن او الابن صوره عنهمـا ، لهذا دائما نسمع أن نتكون التربية جيدة حتى تظهر الام او الاب صورتهما حسنة من خلال أطفالهم ، وكما نعلم أن مرحلة التربية والتي تكون مستمرة على طول الحياة الاسرية فإن ذلك الطفل لا يعلم كم هي المعاناة التي يُعانيه أبويه في تربيته وتوفير سبل الراحة له ، بل إنه يصل لمرحلة الشباب ويكون في كامل قواه العقلية ولكنه يسنى أمرا مهما في حياته إلا وهي إرضـاء الوالدين بعدما أصبح يافعا يفقه في امور الحياة .

 

نعم مشكلة تبدأ بالظهور في مرحلة الشباب ويعاني منها الابوين الذين شاب شعريهما من تلك الايام المرهقة ليجدوا أبنائهم اصبحوا في مرحلة النضج ولكنهم لا ينظروا إليهم ولا يهتموا بأمورهم ، وفوق ذلك نجد ذلك الابن يتهم أبويه بالتقصير والسبب لأنهما لم يسمحا له بقيادة السيارة من دون رخصة ، أو أنهما رفضا ذهابه مع أصدقائه ، بعد تلك السنين المُرهقة يحدث ذلك من ذلك الابن أو الابنه ، بل أن البعض منهم يرى أنه وبإنتهائه من المرحلة الدراسية واقصد هنا الثانوية العامة ، انه اصبح حرا لا يجب على احد ان يسأل عنه أين هو ذاهب ومتى سيعود ، ويظن نفسه أنه أصبح رجلا  يعي ما يفعل ولو نظرنا له لوجدنا ما يقوم به ملئية بالاخطاء فإما السهر حتى الفجر أو التسكع في الشوارع واعتراض الفتيات ، وفوق ذلك يقول أنا رجل .

 

عندما نسمع في المحاضرات الدينية يقول المُحاضر أن رضى الله من رضا الوالدين ، إذا رضي ابويك عنك فإن الله راضي عنك ، ولا اعلم اين ذهب عن تلك الفئة من الشباب والشابات هذه العبارة ، لما لا نهتم بإرضـاء الآباء والأمهات على حساب مصالحنا الشخصية ومواعدينا اليومية مع الشلة الفاسدة إن لم تكن صالحة ، لماذا لا نجد الشاب يستيقظ في الصباح الباكر ويجلس مع أبيه أو أمه ويقبل رأسيهما ويعمل ذلك في المساء ايضا ، هذا جزء بسيط لكي يكونا راضيين عنه ، بل عليه ان يترك اعماله واشغاله مع رفاقه ويجلس في البيت مبتسما امام والديه يأخذ ويعطي معهما الكلام والحوار حتى يشعرا في وجوده وسيشعر هو ايضا بحلاوة ذلك في عيني والديه وسعادتهما بما يقوم به ابنهما ، بل إن هناك امور تُسعد وتُفرح الوالدين ولكننا للأسـف انشغلنا بمشاغل الدنيا ونسينا القيام بهــا ، لهذا في اغلب الفترات نجد أبائنا في حالة عدم رضا على ابنائهم ، بالله عليكم إذا ذلك الشاب يخرج من المنزل في وقت الظهيرة حيث في الصباح يكون نائما ويذهب لعمله ويعود في الليل ولا يرى والديه ويذهب للنوم وهذا الامور يكون روتيا يوميا لديه ، وعند أول مواجهة مع والديه اللذان يعاتبانه نجده يزعل ويُعصب ويتلفظ بألفاظ لا تدري من أي اتى بها ، ونسيى ان العتاب ما هو إلا لمصلحته بل مهما بلغ العتاب مدته وقسوته ففي الاخير يجب ان يعلم ان هذين أبويه ويُريدان مصلحته ولا يريدان شيئا آخر ، بل إن الخوف عليه من الدنيا وما فيها من ضياع ، لمـــــاذا لا يكون هدفنا في الحياة رضــاء الوالدين ..؟؟ ونبتعد قليلا عن الامور الترفيهية التي لا تغنى ولا تسمن من جوع ، ونرى ما يُريده ابوينا من متطلبات والبحث عن رضـائهمــا بأي طريقة ممكن ، بكلمة جميلة ، بقبلة على الرأس ، بهدية  ..بأمور كثيرة يمكننا القيام بهــا .

 

وأخيرا ، اوصيكم وأوصي نفسه بأن نُسـارع في إرضـاء الوالدين ، فكيف بك ايها الشاب ان تعيش وقبل وفاة احدهما كانا غير راضيين علييك ، هل يمكن ان تخطو خطوة في حياتك وانت تعلم أن والدك الراح او والدتك ( بعد عمر طويل ) كانا غاضبيين علييك ، هل سينفعك رفقاءك ؟ أو هل ستنفعك سهراتك التي كنت من خلالها تُهمل والديك ، لا اعتقد أن هناك من سيستطيع العيش ولديه اب أو ام لم يرضيا عنه  ، فالمسارعة المسارعة ، فما أجمل حياتنا ووالدين راضين عنــا ، وما أجمل حياتنا عندما نعلم يقينا ان رضا الله من رضا الوالدين ، وعليكم بالدعاء والمغفرة لهما وان يحفظهما الله من كل شر ، وأن يكونا راضين عنا جميعا في الدنيا والآخرى ، وبالوالدين إحسـانا .

 

Comments are closed.