1bg1

 قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ )) [الحجرات:13].

قال الله تعالى : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)) (الحجرات:10).

أنت مســلم ..

وهو مســلم ..

وجميعنا مسـلمون ..

نعم نحن مسـلمون نؤمن بالله ربا وبالإسـلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسـلم رسـولا ونبيا ، اختلفت ألسنتنا ولهجاتنا وأيضـا عاداتنا وتقاليدنا وبالرغم من ذلك مازلنا مسـلمون منتشرون في أماكن مختلفة من الكرة الأرضـية ، وجميعنا يعلم ما أحدثه الإسـلام في مَن دخل فيه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسـلم من الاحترام والتسامح في تعاملات الناس مع بعضهم البعض ، والمؤاخاة بين المسـلمين مهما اختلفت ألوانهم وأشكالهم ، وهو الدين الوحيد الذي لن نجد أفضل منه وخاصة في جانب التعاملات حتى مع الكفرة فوجب علينا احترام الاتفاقيات والمعاهدات معهم دون نقض العهد ، وسيرة رسولنا الكريم غنية بالتعاملات معهم ، ولكن لو نظرنا اليوم في تعاملاتنا مع بعضنا البعض وقمنا بتحليلها وقارناها بالمعاملات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عهد الصحابة رضوان الله عليهم ، لوجدنا أن تعاملاتنا انحرفت كثير عما كانت عليه ، وانتَهك البعض الأخلاق الإسـلامية في تعامله مع الآخرين ، ونسى الإسـلام في احتكاكه مع الآخرين ، فتنطلق الشتائم والألفاظ البذيئة .

هناك مظاهر كثيرة نجدها في حياتنا اليومية ليست من الإسـلام ، والغريب أن تكون موجودة في مجتمع مسـلم يجب أن يكون فيه الاحترام وحسن التعامل مع الآخرين كان كبيرا أو صغيرا ، كان غنيا أو فقيرا ، ففي النهاية نحن أخوة مسـلمين، ومن هذه المظاهر :

في التعامل مع الخـدم ، فنجد بعض العوائل المسـلمة تعاملهم وكأنهم عبيد لديهم ، أو ألواح خشبية صماء لا تتأثر بما يلقى عليها ، ولا تملك مشاعر وأحاسيس ، فتجد الأب يصرخ ويهدد الخادمة ويتوعدها بخصم راتبها، والأم لا تجد إلا الضرب والشتم بسبب أمر تافهة ، وغير ذلك ، ونسوا أن هذه الخادمة إنسانة مثلهم خلقت مما خلقوا من طين ، تبحث عن لقمة العيش من أجل عائلتها الفقيرة ، فهل إسلامنا ذكر مثل هذا التعامل مع هؤلاء الخدم وبهذه الطريقة ؟ هل إسـلامنا فرض علينا أن نعاملهم كعبيد ؟ استيقظوا أيها المسـلمين ؟؟؟ ولنعاملهم كما أمرنا إسـلامنا ، فنحن نحمل في قلوبنا وصدورنا إسـلاما عـادلا وراقيا في التعامل مع الآخرين ، ولو اخترعنا ملايين الديانات فلن نجد دينـا أرحم وأعدل من ديننا الإسـلام فرفقا بهم أخوتي المسـلمين .

مسـائل الزواج وما أكثرها من مظاهر نجد فيها ابتعاد عن الدين وعدم الأخذ به في هذه المسائل ، فالأم ترفض تزويج ابنتها لشاب على خلق ودين بسبب أن أمه وافدة ، أو أن أبيه من خارج الدولة ، أو أنها لم ترتح لأم الشاب ، غريب أمرهم ألم يذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون خُلقه ودينه فزوجوه. قيل: يا رسول الله وإن كان دنيئاً في نسبه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه. إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).، لماذا لا ينظرون إلى الأخلاق الإسلامية في هذا الشاب ؟ ولماذا يهتمون بأصل الشاب وقبيلته ؟ فمهما فعلوا فالله الموفق في أي زواج ، والعجيب أن نرى تدخل الأخوان في زواج أختهم فتكون لهم الكلمة المسموعة في البيت ، فالأب بدلا من أن يأخذ رأي ابنته في الزواج ، يذهب لأبنائه ويأخذ رأيهم وكأن الشاب سيتزوج الأبناء وليست البنت ، والغرابة تكتمل بعد الزواج حيث نرى الكراهية بين العائلتين والتدخل في أمور الزوج وزوجته ، وتحدث المشاكل والخلافات بين الأسرتين ، وتكون النتيجة الطلاق المر ، أين هم من التعاملات الإسلامية في مسائل الزواج ؟ وبسبب نسيانهم لبعض أمور دينهم ، كانت النتيجة سلبية .

في رمضـان بدلا من أن يكون شهر لذكر الرحمن ، وتلاوة القرآن ، وصلة الأرحام ، والتسامح بين الأخوان ، يكون شهر للرقص والغناء ، والبعد عن الرحمن ، وذكر للشيطان ، وتقطيع للأرحام ، والعداوة بين الأخوان ، أهذا هو ديننا الذين أنزله رب الأرض والسموات على نبينا المصطفى المختار صلوات الله عليه وسلامه ؟! ونجد البعض إلا من رحم الله تعالى يحمل في داخله كراهية لأخيه المسلم منذ أسابيع ، ويحل عليهم رمضان وما زال الكره موجود ، فلا يهنئه برمضان ولا يسلم عليه ، ولا يذكره بخير ، ولا يشاركه الطعام ، وربما وصل الأمر إلى أنه لا يصلي في مسجد يصلي فيه أخيه ، أين الأخوة الإسلامية ؟ وأين نحن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ..)) ؟

في المنازعات والخلافات ، ننسى أن الإنسان غير معصوم من الخطأ ، وأن الناس جميعا يقعون في الخطأ ، فكل أبن آدم خطاء و خير الخطائيين التوابون ، لماذا لا نتسامح ونصفح عن بعضنا البعض ونتغاضى عن زلات بعضنا البعض ، لماذا لا نجد لبعضنا البعض الأعذار ؟ ونعفوا عند المقدرة ، وللأسـف الشديد بعض الأخوان يعتذرون ويعترفون بخطائهم ، ولكن لا يجدون قلب مسلم طيب فيه التسامح والعفو ، بل يجدون وحشا كاسرا مستعدا لإلتهامهم بسبب أنهم أخطأوا في حقه خطأ صغيرا ، والبعض الآخر يعلن الحرب والعداوة على اخيه المسلم بسبب انه أخطأ في حقه بغير قصـد ، يا أخواني يا أخواتي لماذا لا نجد الأعذار لأخواننا ونسامحهم ونصفح عنهم ؟ ” جـد لأخيك سبعين عذرا ” .

المساجد بيوت الله تعالى ، أصبحت الآن أماكن للنزاع والخلاف بين المصلين والإمام ، فهذا المصلي لا يريد الإمام أن يطيل في صلاته ، والآخر يريد الإطالة ، وآخر ينتقد سجود وركوع الإمام ، والأكبر من ذلك كلهم يتحدثون للإمام أمام المصلين بعد الصلاة ، يا أخواني هل هذا أسـلوب تعلمناه من إسـلامنا الحنيف ؟؟ ألا تستطيع أخي المسلم تتحدث للإمام بعيدا عن المصلين ؟ فوالله إن الإمام محتار في كيفية إرضاء المصلين ؟ وبعد الصلاة لا حديث إلا عن الإمام ، فيقول فلان هذا الإمام يطيل ؟ وآخر هذا الإمام يصلي بسرعه ..إلخ هل نجعل لكل مصلي إمام خاص به ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ، نسوا أن هذا الإمام ما هو إلا أخ لهم في الإسـلام فأين الكلمة الطيبة والتعامل الحسن معه ؟ لماذا لا نطبق ما أمرنا الله تعالى في كتابه ؟

وأخير أذكركم وأذكر نفسي قبلكم بأننا نحن أخوان مسلمين آمنا برب واحد وكتاب واحد وصدقنا نبي الله ورسـوله صلى الله عليه وسلم ، وتعلمنا أمور ديننا ، نهلنا من هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والموحى إليه من الله العزيز الكريم ، فعلينا يا أخواني وأخواتي من الآن  أن ننبذ جميع خلافاتنا ونزاعاتنا ، ونحسن علاقتنا مع أنفسنا بعد أن نحسنها مع الله سبحانه وتعالى ، فهلموا إلى بعضنا البعض نتصافح ونتسامح ، فما أجملها من لحظات ؟ تجمعنا الأخوة ، والمحبة في الله تعالى ، فهذه الدنيا دار زوال والآخرة دار بقاء ، فماذا سنكسب من التخاصمات والمنازعات ؟ فالله الله يا اخوتي تعاملوا بالكلمة الطيبة وتسامحوا وعفوا عن أخطاء أخوانكم الآخرين ، وتذكروا أنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى ، وقال تعالى (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)(المؤمنون:52)

3 thoughts on “نحن أمــةُ واحــدة”
  1. أسعد الله صباحكَ يا عبيد الكعبيَ ،
    بارك الله فيك على هذهِ المقالة الطيبة
    نشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله
    و الدين الإسلامي دين تسامحَ و لكن الإنسانَ
    يعاند و يرفض ما أمر بهِ الدينَ استغفر الله
    نسأل الله أن يهدي أمة محمدَ و أن يرشدنا للخير

  2. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    نحن خير أمة أخرجت للناس جميعاً ، و نحن الأمة الوحيده التي سيشفع لنا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
    لنا مميزات كثيره ميزنا الله سبحانه و تعالى حتى أنه خلقنا في أحسن صورة مقارنة في الأقوام السابقه كقوم
    هود فقد كانوا عمالقه ، لكن امة محمد أمة ميزها الله سبحانه و تعالى و فضلها بأمور كثيره و لابد أن نحمد الله
    رب السموات و رب الأرض و رب العالمين و رب كل شي هو مليكه .

    أجِد أن مشكلة الخدم هي توقية الدين أولا و وضع أنفسنا مكان هؤلاء الخدم لنعرف كم يعانون فلا أحد يحبذ أن
    يضربه أو يعلي نبرة صوته عليه بتاتاً ، و كلنا لدينا نفس المكونات البشرية فلابد أن نفقه أنها الخدم أبناء آدم و إن
    كانوا مسلمين فهم أخوتنا في الله و إن كانوا على غير دين محمد صلى الله عليه و سلم فهم فرصة لإسلام أحدهم
    على يديك إن عاملتهم بالتعامل الديني الحسن و هذه جائزه عظيمه أن تأتيه فرصه كذلك .

    أما الزواج ، أجِد أن الدين لم يخطأ بتاتاً و لن اناقش الامر الديني ، لكن سأناقش العرف أو العادات و التقاليد
    أجد أن الأهل عندما يرفضوا تزويج إبنتهم لمن يخالف طائفتهم ” بدو و حضر و غير ذلك ” أو جنسيته أو هلم جرى
    إلا لهم نظرة و رؤية في ذلك ، لربما في السابق كنت أقول أن لا فرق بين عربي و أعجمي لكن مع تقدم العمر
    وجدت أنهم على حق و لا اعني ذلك مخالفة كلام النبي صلى الله عليه و سلم . لكن في مجتمع النبي صلى
    الله عليه و سلم كان العربي و الأعجمي و الإعرابي و هلم جرى كلهم على دين الحق دين خالي من المذاهب
    و الفروقات والإختلافات في المعيشه لكن لننظر في مجتمعا إذا مثلا فطرائق العيش تختلف تماما غداً تربية
    الطفل ستكون على عادات و تقاليد الأم أو الأب ، و غيرها الكثير من طرائق العيش المختلفه و لا أحبذ التعمق
    لنرى الجانب من هذه النظره سنجد أنه أهلينا على حق و إن كان الشاب على دين و خلق و لكن في الزواج
    عادة هي إلتحام عائلتين لا شخصين ، و ستحدث تنافرات عديده من هذه الإختلافات فطرق عيش البدو تختلف
    عن الحضر و العجم ، و هؤلاء جميعهم يختلفون عن مثلا طرق عيش أحد من دول العربيه وإن كانت خليجيه .

    فمثلاً في طائفتني بما أني من طائفة البدو يدققون في هذا الأمر كثيرا و حقيقه أنا معهم في ذلك و أوافقهم بشده
    حيث أنهم يوافقون على تزويج إبنتهم من قطري إبدوي ذو نسب و دين و خلق و هلم جرى فضلا عن مثلا حضري من الإمارات من دين و خلق و هلم جرى . لأن إن إختلفت الجنسيه لن تختلف العادات أو طرائق العيش لكن مثلا إن كان
    إبدوي من السعوديه أو غيرها من دول الخليج أو العربيه يكون هنالك تحفظ لأن إن إختلفت الجنسبه و تشابهت الطائفه
    لازالت الإختلافات في طرائق العيش موجوده . فالأمر لا يتمحور حول تفريق ما بين عربي و أعجمي في بعض الأحيان
    هنالك رؤيا للأهل في ذلك يرون ما بعد عشر سنوات من هذا الزواج هل هنالك توافق أو لا و هذا حق لهم و هم
    لديهم من الخبره و التدبير دوما أفضل من الفرد كما قلت التوفيق من الله سبحانه و حده لا شريك له ، لكن لابد من
    التدبير و دراسة الموضوع من كل الجوانب خصوصا في المواقف المصيرية التي لا تستدعي القسمه على إثنين .

    رمضان و مساجد الله ، و المنازعات الحاصله ، لو يدقق كل مسلم على ليلة نصف شعبان يجب أن شرط مغفرة الله
    له هو أن لا يكون على خصام مع أخيه المسلم ، لو أنه دقق على هذه المنحه الإلهيه لسارع في تضحيه ما يملك
    في سبيل الصلح ما بين أخيه في سبيل مرضاة الله لكن أين الذي يتبدبر و يفقه ؟ .. فأعظم قصة التسامح هي قصة
    ابي بكر و عمر .. و قصة بلال و الكثير من القصص من الصحابه رضوان الله عليهم . فالله يحب المحسنين و الكاظمين
    الغيظ ، الكثير يجد أن التسامح ضعف و قصر في قوة الشخصيه و نسأل الله الهداية للجميع .

    عذراً على الإطاله أخي الكريم
    و فقك الله لما يحبه و يرضاه و بارك الله فيك
    دعواتك الصالحه ، أختك في الله رؤية الشَمسْ

  3. ردكِ اختي كافي ووافي ..
    ووجهة نظر احترمها جدا ..

    بالنسبة للخدم فالامور مفروغ منه لأن سيرة سيد البشرية عليه الصلاة والسلام خير دليل على فن التعامل مع الخدم ، وحتى وإن كانوا على غير دين الإسلام كما هو الحال مع تعامله مع اليهودي الذي كان يؤذيه … المشكلة تكمن فينا نحن حيث أننا لم نفقه من الإسلام إلا القليل منه وتركنا الكثير الكثير ، لو تمعنا في النظر فيه كتاب الله وسنة رسوله الكريم لوجدنا من الدرر والدروس والعبر العظيمة في التعامل …

    الزواج سنة الحيـاة تذكرت شخص من أشقائنا القطرين كان يُخبرني أنه سيتزوج من دولة البحرين ، وهنا اتفق فيما ذكرتي قليلا ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان واضحا في هذا الامر ، فالرسول عليه الصلاة والسلام ذكرا شروطا للزواج وهو يعلم أن الله تعالى الذي يوفق بينهما مهما كانت جنسية وعادات الزوجين ، صحيح النظرة البعيدة للابوية لمصلحة الأبن والأبنة ، ولكن لا يعني ذلك عدم التوفيق في الزواج ما دام اجتمعت التزام الشخص واخلاقه ومخافته لله تعالى ومعرفته لامور الحياة ان يكون زوجا صالحا …

    رمضـان والمساجد لها موضوع خاص ساطرحه لاحقا بإذن الله تعالى ..

    بارك الله فيكم ..
    وجزاكم الله خيرا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *