boyat

سأتحدث اليوم عن “البــويــات ” وهي وهــي ظاهــرة بدأت بالإنتشــار في دولتنا ولو أخذنا في التجـوال في مواقع الأنتـرنت لوجدنا الكثيــر من المواضيع التي تتحدث عنهن ، ولكن بدايـــة … ما تعريــف البويــات ..؟؟ او بالتعريب الإسـلامي ” المتشبهات بالرجال من النسـاء ” …

البويــات نـــوعيـــن :-

الأول : طفـلة ولــدت كاملة من دون عيــوب ، ولكنهـــا كانت الطفلة الوحيــدة بين 5 أو 6 أولاد شباب وكانت هي الصغرى أو في منطقة الوسط ، فلم تجــد في حياتها إلا الشباب والأولاد ، فتربت معهم وبدأت بالتأقلم مع صـفات الذكورية في الشاب من خلال تقليدها لهم وخلال غفلة الأب والام عن ذلك ، فتشكلة لدنيــا فتـــاة تحمــل صفات ذكورية ، لديه الخشـوة والجرأة ، وتحاول أن تكون شــابا ….

وأيضــا النوع الأول : هو أن هذه الفتاة كانت عادية جــدا ، ولكنها قابلت في حياتها تلك الفئــة وهي المسترجلات ، وأظلوهـــا وأثــروا عليهــا حتى أصبــحت مثلهم فتحولت من فتاة عادية إلى مسترجلة أو بــوية .

الثـاني : هي الفتــاة التي ولدت نصــف ذكر ونــصف أثنــى .. إما هي إمرأة بمــلامح رجل ، أو إنهــا رجل بملامــح إمرأة … وهي ما يُسـمى في الطب بالعيــب الخُــلقي …فإما تتحول هذه المراة إلى رجل بالعمليات الطبية ..أو أنها تكون رجل وتتــحول إلى إمــرأة …

ونــحن نــواجـــه كثيـــرا النــوع الأول ..

عنــدمــا نجد إنســان مسـلم ، انحـرف عن طريـق الإيــمان ، وغرق في مستنقعات الذنــوب والمعاصي ، فهــذا الإنســان مهما ارتكب من معــاصي والذنــوب غير الشرك بالله فهـذا الإنسـان مُــسلم ولكنه ظــل طريق الدين وطريق الصراط المستقيم ، وواجب علينــا الوقوف معــه والأخذ بيديه حتى ندلــه على الطريــق الصحيح الذي يجب عليه أن يسـلكه في حيــاته ..

احدهم ذكر عبارة عن البويات  وقال :
مستحيل أنا أصادق شيطانا ,.. طرد من رحمة اللهْ ،،

وأعـلم انني لو تحدثت مع من قال هذه العبارة سيذكرني بأحــاديث شـريفة ، ولكن يجب أن نعــرف جيدا أن هذه البــويــة من أي نـــوع ….؟؟ وهل فـعلا هــي بإرادتها كفــتاة قامت بالتحول من أنـثى .. إلى مسترجلة …؟ مهمــا كان السبب في ذلك فالإنســان العــاصي والمُنــحرف عن طريــق الحــق علينــا الوقوف مــعه وأن نـشد على يديه حتى يعــود كما كان ، لأول مــرة في حيــاتي يأتي شخــص ويشبــه البويـات بالشيطـــان ويقوم بما يُــسمى بالقيـــاس وربط الحديث الشريــف بالموضوع ، ويصــدر حكمه بعبارة ” مستحيــل أصـادق شيطانــا ”

أيُهمـــا أشـــد …. الطرد من رحمــة الله … أم تكفيــر المُســلم … من خلال متابعتي لأمور الدين وتلك المواضيع المتشــابه ، لم أجد مُفتيــا يسمع بإنسـان عــاصي يحكم عليه أنه مطرود من رحمــة الله تعالى أو حتى بتكفيره ، بل أن رد المفتين وعلمــاء الدين بالدعـاء له بالهـدايا ، وترغيبـــه في التوبــة وتبديل السيئــات حسنات والإكثار من الاستغفــار ، أليــس الإســـلام دين يســر …؟؟

1- الرســول صلى الله عليه وســلم ، بعد ما لاقـــاه من أهل الطــائف ، تحمــل وصــبر ولم يدعــوا عليهم ، وفوق ذلك وبالرغم من أن الله أرسـل إليه ملك الجبال ليُطبق عليه الأخشبين قـال فــداه أبي وأمي صلى الله عليه وسلم ” “أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله”، أو كما قال صلى الله عليه وسـلم .

2-وقصــة ماعز بن مالك الأسلمي عندما اتى الرســول صلى الله عليه وسلم عندما مُعترفا له بالزنــى ، لم يُكفــره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل دعاه للتــوبة ، وبعدما أقر بالزنى ثلاثــا ، وأقيم الحد عليه ،،، قال عنه صلى الله عليه وسلم بما معناه أنه في أنهــار الجنــة ينغمس فيهــا … وايضــا قصة الغامدية والتي كان حالها مثل حال ماعز بن ملك ، وبعد إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها …

3- اليوم وما نلاقــيه من حرب على حبيبنــا صلى الله عليه وسلم من الغرب ، ماذا فعلنــا هل كفرنـــا وهل طردنــا الناس من رحمــة الله تعالى ، وجدنــا علمــاء الدين يقومون بنشــر الدين في تلك الدول الأجنبيـــة والتعريف بالله تعالى وبرسـوله صلى الله عليه وسلم ، كــيف لو زانيـــة تابت … ألا يتـوب الله عليهـــا ورحمــته وسعت كل شيء .

4- ألـــم ينصحنـــا الرســول صلى الله عليه وســلم بالنصيــحة والدعوة لرسـالة الإســلام ، وقال بلغــوا عني ولو آيـــة …

5- لو قلت لكم أننـــي في ما مضـى كنت متشبها بالنسـاء ” مجرد مثال ” وهـداني الله تعالى للطريــق الصحيح …؟ هل ستقولون عني أنني مطرود من رحمة الله تعالى …؟؟ وكيــف الله هــداني ..؟؟ إما بمراجعــة نفسي أو موقف حدث لي وإما على يــد إنســان وقف معي وامسك بيدي وسـار بي للطريق الصحيح ..؟؟

لمــاذا عندمــا نسمع عن البــويات ، نشعــر بالكره تجــاه تلك الفئــة المسكينة والضـالة عن طريق الحــق ، لمـــاذا لا نجــد أحــدا يقف معهم وينصــحهم مرة ومرتين ومليون ، دون ملل أو كلل ، ” لأن يهــدي الله بك رجــلا واحـدا خيـرا لك من حُمــر النعم ” .

هذه الفئــة المسكينــة لم تكن ظاهــرة فيمــا مضــى قبل عشرات السنين ، وبدأت بالظهور خلال الفترة الماضية وازدات ، وكل ذلك بسبب تلك التغييرات الكثيرة التي حدثت في حياتنا ، لا يـسعني الوقت للحديث عنهـــا ، فهم بحـاجة لنــا إذا كان سبب ما هم عليه من أســرهــم ، بحاجة لوقفة قــويـة لأخراجهم مما هم عليـــه … فهــي فئــة ضلت الطريــق ولكنها لم تكـفر بالله تعالى ولم تُشـرك بــه …

والتــائب من الذنب كم لا ذنب لـــه .

اذكركم ونفسي بقصــة ذلك الرجل الذي قتل 100 نفســه انـظر على يد من هــداه الله تعالى .. على رجل عالم وقارنوا موقف الرجل الراهب والرجل العالم كيف كان ردهمـــا ، لو كــنتم تعلمــون أن بينكم فــلان قتــل 100 نفـــس ، ماذا ستقولون لــه ، كــافر ..؟؟ مطرود من رحمــة الله تعالى …؟؟

رحمــة الله تعالى واسعـــة … قال الله تعالى‏:‏ يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة‏.‏

وأخيــرا … يا أخــواني مهما الإنســان ارتكب من الذنوب والمعاصي فلا يجب ولا يحق لنــا تشبيه بالشيطان والمسـاواة به من خلال الأحــاديث ، ولا يحق لنا ذلك ، لأن مثل هذه الامور هي متروكــة لأهل العلم وعلمـاء الدين ، كم من إنســان عصــى الله تعالى وبلغت معاصيه الكثير الكثير ، ولكنه يصـلي ويصــوم ويشهد أن لا إله الله محمدا رسـول الله ، فهــذا الإنســان مســلم ضل طريق الديـــن ، ونحن كأخــوة في الدين علينا الوقوف معــه والنصح وإرشـاده لما فيه الخير له في الدنيـا والآخــرة …

اكتــفي بهــذا القدر …

Comments are closed.