النقاب

خلال الفترة الماضية مر عليي مقال من المقالات المنشورة في جريدة الإتحـاد ، في عمود وجهات نظر ، ولا أدري كيف يتم نشر مقال بهذه الطريقة ، التي تدعو للأسـى على الحال ، لأن ما كُتب في ذلك المقال غريب ، وامر الكاتب نفسه أغرب ، هل قلة القضايا والمواضيع حتى نعيد الحديث وتكراراه في موضوع أصبح أمرا خاصة بالفرد نفسه ، ولا دخل أحد فيه ، او كيف كتبت تلك العبارات بتلك الجرأة دون حتى التنوية والتذكير على أدلة يمكن الاخذ بهـا ، ولا أدري أيضـا لما تم وضع كلمة كاتب تحت اسم كاتبة الموضوع إذا لم تفقه في أساسيات الكتابة ، التي يجب ان يكون من ضمنها اقناع القارئ نفسه ، أم أن المقال مجرد وجهة نظرها تود عرضها للجميع بكل تلك الوقاحة لتعمل ضجة بين الآخرين ..

المقـال من جريدة الإتحاد كان في يوم 17 مايو 2010 ، وكان بعنوان ” نقـد في النقاب ”  للكاتبة عائشة المري :

شكرا لساركوزي على منعه للنقاب ووصفه المعبر للنساء اللواتي يرتدين البرقع بأنهن “سجينات خلف سياج”، وشكراً للبرلمان الفرنسي على قرب تصديقه على قرار بإدانة ارتداء البرقع والنقاب الإسلامي، ووصف أغطية الوجه هذه بأنها “إساءة لقيم الأمة واحترامها، ولمبدأ المساواة”، والشكر موصول للبرلمان البلجيكي الذي كان له السبق في المصادقة على قانون يحظر النقاب في الأماكن العامة، فعلى رغم أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن عدد المنقبات في فرنسا لا يتجاوز 1900 في صفوف الجالية المسلمة التي يبلغ تعدادها 5 ملايين، وعلى رغم أن أسباب منع النقاب تعود لأجندات سياسية حزبية ولأسباب تتعدى المطالبة بحقوق المرأة المسلمة أو الأسباب الأمنية كمسألة اندماج الجاليات المسلمة في المجتمعات الغربية أو الإسلاموفوبيا، إلا أن الأسباب الحقيقية للحظر ليس هنا مجال نقاشها، وإنما ما يعنينا ويطربنا في مقامنا هذا هو حقيقة منع وحظر ارتداء النقاب وتغريم المرأة وتجريم الرجل الذي يجبر امرأة على ارتدائه.
متى كان النقـاب يا أخواني إسـاة لقيم الأمة واحترامها وحتى لمبدأ المساواة ؟؟ بل ذكرت أن الرجل هو من اجبر المراة على ارتدائه ، كيف ذلك يا اختي الفاضلة ، ما هي الأدلة التي يمكن ان تقنعنا بان النقاب ما كان إلا من إجبار الرجال ، مجرد وجهة نظر تافهه لا تقدم ولا تؤخر ، بل أنني اشعر وكأن النقاب لدى الاخت الكاتبة كحمل ثقييل يجب أن تُزيحه عن كاهلها ، فلم تجد إلا الكتابة والشكر لمن أسـاؤوا للمرأة المسلمة التي تحتاج فعلا لوقفة منا جميعا ومساندتها .

حقيقة لم يكن النقاب يوماً خياراً للمرأة ومع تمدد تيارات الإسلام السياسي شهدت المجتمعات العربية نكسة اجتماعية بعودة النقاب كمرادف لتطويل اللحية، وكرمز انتماء سياسي، وعلى رغم عملية التحديث التي شهدتها المجتمعات الخليجية ظل الرجل عصيّاً على التغيير ودخل النقاب في خانة “التابو” الاجتماعي خليجيّاً، وما زال النقاب أداة قمع للمرأة تنتزع إنسانية المرأة قبل أن تنتزع حقها في الاختيار. فالتفسير الحقيقي لانتشار النقاب هو في صورته الرمزية لعفة الأنثى، والنقاب يرضي غرور ذكور العائلة، ووسيلة لتهدئة مخاوف أزلية، وعدم ثقة بالمرأة الأنثى. أما المرأة فعلى كاهلها تاريخ من القهر والتسلط الذكوري باسم الدين وباسم العرف، فالنقاب وسيلة للقبول الاجتماعي والمجتمعي، وشكل من أشكال العفة، قيد حريري نسجه الرجل وصدقته المرأة “العورة” المرأة “الفتنة”.

هل اشتكت جميع النسوة المنقبات للكاتبة لتقول ” النقاب أداة قمع للمرأة ونزع لإنسانيتها ” بل طعنت في ان النقاب رمز للعفة وانه من نسج الرجل وتسلطه ، أيعقل ذلك يا اخواني ؟ اشعر ان النقاب مثل المخدرات ، الرجل هو المجرم والمراة هي البرئية التي وقعت في المصيدة النقاب .

الحرب على النقاب هي حرب بالوكالة تخوضها الدول الأوروبية نيابة عن المرأة المسلمة، حرب على أقدم رمز لاستعباد ولإذلال المرأة المسلمة باسم الدين وباسم المجتمع، فاليوم يُحارب النقاب بالقوانين، ولا ننسى قرار المرحوم محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، بمنع النقاب في المعاهد التابعة للأزهر، وكان القرار فاتحة نقاش لم ينتهِ بين مؤيد ومعارض لمنع النقاب وصولا إلى تسييس منع النقاب.

ليست دعوة للسفور لكنها دعوة لاحترام إنسانية المرأة، دعوة لاستنشاق هواء بلا حاجب.

تهجمت على النقاب وعلى الرجل وفي الأخير تقول أن دول أوروبا تدافع عن المراة المسلمة في حربها على النقاب ، بل جعلت النقاب أكبر من ذلك فأصبح رمز الاستعباد والإذلال ، وختامها تقول لا تدعوا للسفور بل هواء لا حجاب ، وسؤالي هنا هل قصدت الحجاب أم النقاب ؟؟ اعتقد الكاتبة ستكتب بعد فترة مقال عن العباءة وانها رمز الإرهاب وتدعو إلى خلعها …

 اتمنى ان تكوني فكرتي اكثر من مرة قبل طرح هذا المقـال ..لأنني عندما ارى عبارة كاتب بجانب الاسم ، فاشعر انه إنسان لديه نظرة اوسع عن الآخرين وأنه يتحدث بعقله لا بعاطفته ، واغلب الكلام المذكورة مردود عليكِ والسبب انه لم يأتي بدليل مجرد تخمينات ، لأن النقاب لم يُفرض على المراة بل كان معروفا في الماضي كنوع من تستر المراة عن الرجل ( لن ادخل في حكم النقاب هل فريضة أم لا ) ، وفعل التنقب مرتبط بكلمة العفاف والطهارة ، فما أجمل تلك المراة التي لا يظهر جزء منها إلا لزوجها وحلالها ولا يظهر للرجال أجمع بحيث تكون مادة حوارية في مجالسهم ، ثم ذكرت أن النقاب رمز للاستعباد والإذلال ، وهنا اختلف معكِ كثيرا جدا بل اقول أنكِ اخطأتي خطأ لا يقع فيه أي كاتب ، النقاب دائما يدل على الطهارة والعفة وحفظ النفس كما ذكرت سابقا ولكن للأسف حواء هي من من حلوته إلى غير ذلك ليدل على صفات سيئة أو استخدم لمجرد التغطية او الزينه لإبراز مفاتن العيون ..

إن كانت هناك مشكلة بينكِ وبين النقاب فهذا شان خاص بكِ ، لأنه بالنسبة لكِ الأمر عادي بأن تكوني مادة دسمة للاحاديث في عرضكِ بين تلك الفئة ، لأن المرأة التي تنقبت لأهـداف سامية وتبتغي مرضات الله تعالى لن يتعرض لها أحد بالحديث ولن يتجرأ ، للأسف أصبحتن تبرزن المفاتن وتقولن باعلى صوت ” الأخلاق هي الأهم ” وكأن التبرج والزينة الزائدة أهون من النقاب والتستر .

نعم هناك شابات لا يرتدن النقاب وهن عفيفات وطاهرات ويعرفن الله حق معرفة ، وساترات لأجسادهن ومفاتنهن ، ولكن اكون سعيدا عندما اشاهد النقاب على الوجوه وخاصة عندما يكون هدف ابتغاء مرضات الله تعالى والخوف منه .

وعفوا لكِ أخطأتي في الخاتمة ، فلم يكن النقاب يوما سبب في حرمان المراة من إنسانيتها .

كل ما كتب من قلمكِ مردود عليك .. راجعي نفسكِ هداكِ الله تعالى … ولم تطلب المنقبات منكِ الدفاع عنهن .. فتكفي طهارتهن وعفافهن .. وانظري لنفسكِ قبل أن تنظري للآخرين .

 

المقال هنــا :

http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=52584

Comments are closed.