النقاب

خلال الفترة الماضية مر عليي مقال من المقالات المنشورة في جريدة الإتحـاد ، في عمود وجهات نظر ، ولا أدري كيف يتم نشر مقال بهذه الطريقة ، التي تدعو للأسـى على الحال ، لأن ما كُتب في ذلك المقال غريب ، وامر الكاتب نفسه أغرب ، هل قلة القضايا والمواضيع حتى نعيد الحديث وتكراراه في موضوع أصبح أمرا خاصة بالفرد نفسه ، ولا دخل أحد فيه ، او كيف كتبت تلك العبارات بتلك الجرأة دون حتى التنوية والتذكير على أدلة يمكن الاخذ بهـا ، ولا أدري أيضـا لما تم وضع كلمة كاتب تحت اسم كاتبة الموضوع إذا لم تفقه في أساسيات الكتابة ، التي يجب ان يكون من ضمنها اقناع القارئ نفسه ، أم أن المقال مجرد وجهة نظرها تود عرضها للجميع بكل تلك الوقاحة لتعمل ضجة بين الآخرين ..

المقـال من جريدة الإتحاد كان في يوم 17 مايو 2010 ، وكان بعنوان ” نقـد في النقاب ”  للكاتبة عائشة المري :

شكرا لساركوزي على منعه للنقاب ووصفه المعبر للنساء اللواتي يرتدين البرقع بأنهن “سجينات خلف سياج”، وشكراً للبرلمان الفرنسي على قرب تصديقه على قرار بإدانة ارتداء البرقع والنقاب الإسلامي، ووصف أغطية الوجه هذه بأنها “إساءة لقيم الأمة واحترامها، ولمبدأ المساواة”، والشكر موصول للبرلمان البلجيكي الذي كان له السبق في المصادقة على قانون يحظر النقاب في الأماكن العامة، فعلى رغم أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن عدد المنقبات في فرنسا لا يتجاوز 1900 في صفوف الجالية المسلمة التي يبلغ تعدادها 5 ملايين، وعلى رغم أن أسباب منع النقاب تعود لأجندات سياسية حزبية ولأسباب تتعدى المطالبة بحقوق المرأة المسلمة أو الأسباب الأمنية كمسألة اندماج الجاليات المسلمة في المجتمعات الغربية أو الإسلاموفوبيا، إلا أن الأسباب الحقيقية للحظر ليس هنا مجال نقاشها، وإنما ما يعنينا ويطربنا في مقامنا هذا هو حقيقة منع وحظر ارتداء النقاب وتغريم المرأة وتجريم الرجل الذي يجبر امرأة على ارتدائه.
متى كان النقـاب يا أخواني إسـاة لقيم الأمة واحترامها وحتى لمبدأ المساواة ؟؟ بل ذكرت أن الرجل هو من اجبر المراة على ارتدائه ، كيف ذلك يا اختي الفاضلة ، ما هي الأدلة التي يمكن ان تقنعنا بان النقاب ما كان إلا من إجبار الرجال ، مجرد وجهة نظر تافهه لا تقدم ولا تؤخر ، بل أنني اشعر وكأن النقاب لدى الاخت الكاتبة كحمل ثقييل يجب أن تُزيحه عن كاهلها ، فلم تجد إلا الكتابة والشكر لمن أسـاؤوا للمرأة المسلمة التي تحتاج فعلا لوقفة منا جميعا ومساندتها .

حقيقة لم يكن النقاب يوماً خياراً للمرأة ومع تمدد تيارات الإسلام السياسي شهدت المجتمعات العربية نكسة اجتماعية بعودة النقاب كمرادف لتطويل اللحية، وكرمز انتماء سياسي، وعلى رغم عملية التحديث التي شهدتها المجتمعات الخليجية ظل الرجل عصيّاً على التغيير ودخل النقاب في خانة “التابو” الاجتماعي خليجيّاً، وما زال النقاب أداة قمع للمرأة تنتزع إنسانية المرأة قبل أن تنتزع حقها في الاختيار. فالتفسير الحقيقي لانتشار النقاب هو في صورته الرمزية لعفة الأنثى، والنقاب يرضي غرور ذكور العائلة، ووسيلة لتهدئة مخاوف أزلية، وعدم ثقة بالمرأة الأنثى. أما المرأة فعلى كاهلها تاريخ من القهر والتسلط الذكوري باسم الدين وباسم العرف، فالنقاب وسيلة للقبول الاجتماعي والمجتمعي، وشكل من أشكال العفة، قيد حريري نسجه الرجل وصدقته المرأة “العورة” المرأة “الفتنة”.

هل اشتكت جميع النسوة المنقبات للكاتبة لتقول ” النقاب أداة قمع للمرأة ونزع لإنسانيتها ” بل طعنت في ان النقاب رمز للعفة وانه من نسج الرجل وتسلطه ، أيعقل ذلك يا اخواني ؟ اشعر ان النقاب مثل المخدرات ، الرجل هو المجرم والمراة هي البرئية التي وقعت في المصيدة النقاب .

الحرب على النقاب هي حرب بالوكالة تخوضها الدول الأوروبية نيابة عن المرأة المسلمة، حرب على أقدم رمز لاستعباد ولإذلال المرأة المسلمة باسم الدين وباسم المجتمع، فاليوم يُحارب النقاب بالقوانين، ولا ننسى قرار المرحوم محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، بمنع النقاب في المعاهد التابعة للأزهر، وكان القرار فاتحة نقاش لم ينتهِ بين مؤيد ومعارض لمنع النقاب وصولا إلى تسييس منع النقاب.

ليست دعوة للسفور لكنها دعوة لاحترام إنسانية المرأة، دعوة لاستنشاق هواء بلا حاجب.

تهجمت على النقاب وعلى الرجل وفي الأخير تقول أن دول أوروبا تدافع عن المراة المسلمة في حربها على النقاب ، بل جعلت النقاب أكبر من ذلك فأصبح رمز الاستعباد والإذلال ، وختامها تقول لا تدعوا للسفور بل هواء لا حجاب ، وسؤالي هنا هل قصدت الحجاب أم النقاب ؟؟ اعتقد الكاتبة ستكتب بعد فترة مقال عن العباءة وانها رمز الإرهاب وتدعو إلى خلعها …

 اتمنى ان تكوني فكرتي اكثر من مرة قبل طرح هذا المقـال ..لأنني عندما ارى عبارة كاتب بجانب الاسم ، فاشعر انه إنسان لديه نظرة اوسع عن الآخرين وأنه يتحدث بعقله لا بعاطفته ، واغلب الكلام المذكورة مردود عليكِ والسبب انه لم يأتي بدليل مجرد تخمينات ، لأن النقاب لم يُفرض على المراة بل كان معروفا في الماضي كنوع من تستر المراة عن الرجل ( لن ادخل في حكم النقاب هل فريضة أم لا ) ، وفعل التنقب مرتبط بكلمة العفاف والطهارة ، فما أجمل تلك المراة التي لا يظهر جزء منها إلا لزوجها وحلالها ولا يظهر للرجال أجمع بحيث تكون مادة حوارية في مجالسهم ، ثم ذكرت أن النقاب رمز للاستعباد والإذلال ، وهنا اختلف معكِ كثيرا جدا بل اقول أنكِ اخطأتي خطأ لا يقع فيه أي كاتب ، النقاب دائما يدل على الطهارة والعفة وحفظ النفس كما ذكرت سابقا ولكن للأسف حواء هي من من حلوته إلى غير ذلك ليدل على صفات سيئة أو استخدم لمجرد التغطية او الزينه لإبراز مفاتن العيون ..

إن كانت هناك مشكلة بينكِ وبين النقاب فهذا شان خاص بكِ ، لأنه بالنسبة لكِ الأمر عادي بأن تكوني مادة دسمة للاحاديث في عرضكِ بين تلك الفئة ، لأن المرأة التي تنقبت لأهـداف سامية وتبتغي مرضات الله تعالى لن يتعرض لها أحد بالحديث ولن يتجرأ ، للأسف أصبحتن تبرزن المفاتن وتقولن باعلى صوت ” الأخلاق هي الأهم ” وكأن التبرج والزينة الزائدة أهون من النقاب والتستر .

نعم هناك شابات لا يرتدن النقاب وهن عفيفات وطاهرات ويعرفن الله حق معرفة ، وساترات لأجسادهن ومفاتنهن ، ولكن اكون سعيدا عندما اشاهد النقاب على الوجوه وخاصة عندما يكون هدف ابتغاء مرضات الله تعالى والخوف منه .

وعفوا لكِ أخطأتي في الخاتمة ، فلم يكن النقاب يوما سبب في حرمان المراة من إنسانيتها .

كل ما كتب من قلمكِ مردود عليك .. راجعي نفسكِ هداكِ الله تعالى … ولم تطلب المنقبات منكِ الدفاع عنهن .. فتكفي طهارتهن وعفافهن .. وانظري لنفسكِ قبل أن تنظري للآخرين .

 

المقال هنــا :

http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=52584

18 thoughts on “النقاب عفة وطهارة”
  1. سُحقاً لكاتبه ورأيس تحرير وكل من مرر هذا المقال ليُنشر هكذا !
    سُحقاً لمثقفين يكتبون بأسم الجميع وبأسم دولتنا ليستمع العالم وكأننا المتكلمين !

    حقاً بأنه موضوع استفز مشاعري كأنثى وللعلم بأني لست متدينه ولا منقبه !

    ولكني أمرأه غيوره على ديني
    ومجتمعاتنا ليست ناقصه من تفاهاتكم التي تدهور المجتمع بأسم ” التطور ”

    عُذراً على تطاولي ولكن بالفعل غُص قلبي على هذا المقال التافه

  2. الموضوع استفز الكثيرين ..
    ولكن اعتقد أنكم كفيتم ووفيتم في الرد عليها ..
    ومن يدري ربما قرأت الموضوع هنا وردودنا عليها ..

    وكما قلتي أي الغيرة من دينكن ..؟!!وأقصد هنا الكتابة ..

    وفقكِ الله تعالى .

  3. السلام عليكم أرجو ان تتحملنيى وتفتح صدرك للما كتبت ولا يكون حكمك على الأمور دون سماع للغير فقد تحملنا وقرنا ما كتبت ولم يزدنا إلا يقينا بدين الله عزوجل الذي جاء بستر المرأة وجعله درة مصونه وليس كم تزعم أنت فسوف ابدأ معك بادلة ستر الوجه والكفين أنا لا اختلف ابدا مع من يقول أن الفرض هو أيظهار الوجه والكفين ولا أختلف مع من يقول بفرضية النقاب فهذا لهم راي ويعتبر وهولاء لهم رأي معتبر ولكن لم نرى من كلامك إلا محابات الأوربين والبغض للمظاهر الإسلامية يأ اخي إذا مزعوج من مظاهر المسلمين فلن يزداد بك الإسلام ولن يقل فالله هو الغني وليس بحاجه لعبادتي أو عبادتك ولكن نكتب لك سفقة على حالم اسمع إذا كنت تسمع لله وللرسول

    أدلة النقاب ( وجوب ستر الوجه والكفين )

    أولا القرآن الكريم :
    الدليل الأول- وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }الأحزاب53- 1- سبب نزول الآية وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم لما بنى بزينب بنت جحش رضى الله عنها جلس أصحابه عنده فأطالوا الجلوس فتهيأ للقيام والخروج ومعه أنس رضي الله عنه لكى يقوموا فلم يفعلوا فعل ذلك أكثر من مرة حتى خرجوا فأنزل الله هذة الآية فيقول أنس فضرب بينى وبينه سترا , والستر هو الحجاب الذى حجب أنس رضى الله عنه عن زوجات النبى صلى الله عليه وسلم
    2- أقوال بعض أهل العلم من المفسرين فى الآية :-
    ابن جرير الطبرىيقول (وإذا سألتم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين اللواتى لسن لكم بأزواج متاعا فا سألوهن من وراء حجاب يقول من وراء ستر بينكم وبينهن) ؛ جامع البيان( 22/39) القرطبىيقول: ( في هذه الآية دليل على أن الله تعالى أذن فى مسألتهن من وراء حجاب فى حاجة تعرض

    أو مسألة يستفتين فيها ؛ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى ؛وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها أوداء يكون ببدنهاأوسؤالها عما يعرض وتعين عندها )؛ الجامع لأحكام القرآن(14/227)

    ابن كثير :-المجلد3 ص55 (أي وكما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظروا إليهن بالكلية ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ولا يسألهن حاجة إلا من وراء حجاب) الشنقيطى صاحب أضواء البيان (6/584)-واعلم أن مع دلالةالقرآن على احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب قد دلت على ذلك أيضا أحاديث نبوية . فمن ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أريت الحمو؟ قال الحمو الموت؛ فهذا الحديث دليل واضح على منع الدخول عليهن وسؤالهن متاعا”
    إلا من وراء حجاب لأنه من سألهن متاعا” لا من وراء حجاب فقد دخل عليهن ،
    وقال رحمه الله وإذا علمت بما ذكرنا أن حكم آية الحجاب عام وأن ما ذكرنا معها من الآيات فيه الدلالة على احتجاب جميع بدن المرأة عن الرجال الأجانب، علمت أن القرآن دل على الحجاب،
    2-الدليل الثاني- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
    أقوال بعض أهل العلم من المفسرين في الآية:-
    ورد أثر عن بن عباس رضى الله عنه فى هذه الآية, في إسناده كلام ولكن يعضد بغيره. قال ,أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن فى حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤسهن
    بالجلابيب ويبدين عينا” واحدة.
    وورد أثر صحيح عن عبيدة السليمانى وهو من التابعين لما سئل عن هذه الآية ,تقنع بردائه وغطى أنفه

    وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا” من حاجبه أوعلى الحاجب. كما ورد أثر حسن عند الطبري عن قتادة (من أئمة التابعين) في الآية قال,أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وقد كانت المملوكةإذامرت تناولوها بالإيذاء فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء
    ابن جرير الطبري , يقول تعالي ذكره لنبيه صلي الله عليه وسلم : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك
    ونساء المؤمنين لا تتشبهن با لإماء فىلباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذاعلم أنهن حرائر بأذى من قول.(جامع البيان عن تأويل القرآن 22/45)
    -القرطبى-لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلى حوائجهن فيعلم الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن. (الجامع لأحكام القرآن15/243)
    تفسيرالإمام جلال الدين المحلى:. – (يدنين عليهن من جلابيبهن) جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة (ذلك أدنى) أقرب إلى (أن يعرفن) بأنهن حرائر (فلا يؤذين) بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن
    (وكان الله غفورا) لما سلف منهن لترك الستر (رحيما) بهن إذ سترهن.(قرة العينين على تفسير الجلالين ص 560)
    قال السيوطى :- هذة آية الحجاب في حق سائر النساء ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن .(عون المعبود 4/106)

    ابن كثير- ذكر نحوا مما سبق واستشهد بقول عبيدة وقتادة والحسن البصري وبأثر بن عباس.(تفسير القرآن العظيم 3/534)
    الألوسى- قال- والظاهر أن المراد بمعنى (يدنين عليهن) أي على جميع أجسادهن وقيل رؤسهن أو على
    وجوههن لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه.(روح المعاني فىتفسير القرآن العظيم والسبع المثانى 22/88)
    العلامة الشوكانى:- في فتح القدير قال في الآية –والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار قال الجوهري:الجلباب الملحفة، وقيل القناع،وقيل هو ثوب يستر جميع بدن المرأة كما ثبت في الصحيح من حديث أم عطية أنها قالت:يارسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، فقال لتلبسها أختها جلبابها، قال الواحدى:قال المفسرون يغطين وجوههن ورؤسهن إلا عينا واحدة،فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن بأذى.(فتح القدير 4/304) .
    الشنقيطى في أضواء البيان (فقد قال غير واحد من أهل العلم أن معنى يدنين عليهن من جلابيبهن أنهن يسترن بها جميع وجوههن ولايظهرمنهن شيء إلا عين واحدة تبصر بها وممن قال به ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السليمانى وغيرهم).(أضواء البيان 6/586)
    وقال الزمخشرى في الكشاف(يرخينها عليهن ويغطين بها وجههن) الكشاف عن حقائق التنزيل 3/274
    أبو بكر الرازي الحنفي- وفى هذة الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الريب فيهن.( أحكام القرآن 3/371)
    البيضاوي- يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة.(أنوار التنزيل وأسرار التأويل 2/280)
    الحافظ بن حجر- قال في- قوله وليضربن بخمرهن على جيوبهن-يغطين وجوههن, ثم ذكر رواية عائشة أن نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربهن بخمرهن على جيوبهن-شققن مروطهن فاختمرن بها.وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع.(فتح الباري 8/490)
    شيخ الإسلام ابن تيمية- فقد ذكر فىجوابه واستنباطه من معاني سورة النور قال –وأمر الله بإرخاء الجلابيب لئلا يعرفن ولا يؤذين وقد ذكر عبيدةالسلمانى وغيره: أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن لأجل رؤية الطريق,وثبت في الصحيح أن المرأة المحرمة تنهى عن الإنتقاب والقفازين وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتى لم يحرمن وذلك يقتضى ستر وجوههن وأيديهن وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل بصفية ,قال أصحابه: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه ., فضرب عليها الحجاب. وإنما ضرب الحجاب على النساء لئلا ترى وجوههن وأيديهن.(مجموع الفتاوى 15/370) وقال أيضا رحمه الله-(وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها أن تبدى ذلك للأجانب على أصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ بل لا تبدى إلا الثياب) . (مجموع الفتاوى 22/117)
    ابن قيم الجوزية قال: (وإنما نشأت الشبهة أن الشارع شرع ذلك للحرائر أن يسترن وجوههن عن الأجانب وأما الإماء فلم يوجب عليهن) .(القياس في الشرع الإسلامىص69)
    الإمام الخطيب الشربينى :-(يدنين) يقربن (عليهن) أي على وجوههن وجميع أبدانهن فلا يدعن شيئا منها مكشوفا.(السراج المنير3/371)
    ابن حبان الأندلسى وقال السدى (تغطى إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين), وكذا عادة بلاد الأندلس لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة, ومن في (جلابيبهن) للتبعيض ,و(عليهن)شامل لجميع أجسادهن , أو (عليهن) على وجوههن,لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه . (البحر المحيط 7/250)
    محمد الطبري المعروف ب ( ألكيا الطبري) قال:- , الجلباب هو الرداء فأمرهن بتغطية وجوههن ورؤسهن ولم يوجب على الإماء ذلك (تفسير ألكيا الهراس الطبري 4/354)
    الإمام عبد الله بن أحمد النسفى قال:-(يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن).-مدارك التنزيل وحقائق التأويل3/79
    عبد الرحمن السعدي قال: (وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه,أي يغطين بها وجوههن)تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 6/122
    أبو بكر الجزائري قال :-هذة الآية أبطلت دعوى الخصوصية في الحجاب حيث أشركت في الخطاب نساء المؤمنين باللفظ الصريح, وهى تطالب المؤمنات إذا خرجن من بيوتهن لحاجة استدعت ذلك أن يغطين وجوههن ويسترن محاسنهن, والمقصود من الكلام أن هذة الآية مؤكدة لفرضية الحجاب ومقررة له.(فصل الخطاب في المرأة والحجاب ص38)
    الشيخ عبد العزيز بن خلف قال:-فقوله تعالى(ذلك أدنى أن يعرفن )يدل على تخصيص الوجه ,لأن الوجه عنوان المعرفة فهو نص على وجوب ستر الوجه ,وقوله تعالى (فلا يؤذين) هو نص على أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولغيرها بالفتنة والشر, ولذلك حرم الله عليها أن تخرج من بدنها ماتعرف به محاسنها أيا كانت.(نظرات في حجاب المرأة المسلمة ص48)
    العلامة عبد العزيز بن باز قال:-أمر الله سبحانه جميع النساء بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن.(رسالة تبحث في مسائل السفور والحجاب ص 6)
    الدليل الثالث- {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور60
    قال القرطبى القواعد: العجز اللواتي قعدن عن التصرف من السن وقعدن عن الولد والحيض هذا قول أكثر أهل العلم. وقد وردت عدة آثار في تفسير هذة الآية نقتصر على بعضها الذي يمثل رأى الجمهور- فقد ذكر ابن جرير أثرا صحيحا عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول في هذة الآية (فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن ) قال الجلباب. جامع البيان (18/127) وقد ذكر البيهقى(7/93) أثرا صحيحا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يقرأ(أن يضعن ثيابهن) قال الجلباب . وقد قيل أن الجلباب هو الملحفة وقيل القناع(يرجع إلى كلام الشوكانى كما ذكرنا سابقا). قال ابن كثير –وقوله(وان يستعففن خير لهن). أي وترك وضعهن لثيابهن –وإن كان جائزا –خير وأفضل لهن والله سميع عليم. ويفسر لنا الآية والمقصود من الجلباب هذا الأثرالذى ذكره البيهقى(7/93)- عن عاصم الأحول قال كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الجلباب هكذا وتنقبت به فنقول لها رحمك الله قال الله تعالى(والقواعد من النساء اللاتى لايرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن) .هو الجلباب قال فتقول لنا أي شيء بعد ذلك فنقول (وأن يستعففن خير لهن).فتقول.هو إثبات الجلباب. هكذا فهمت حفصة بنت سيرين التابعية الجليلة أن معنى وأن يستعففن خير لهن هو الجلباب وتطبيقها العملي له هو التنقب أي ستر الوجه.
    قلت يفهم من الآية أن العجائز من النساء وهن اللاتى قعدن عن الحيض والولد ولا رغبة لهن فىالزواج,يجوز لهن كشف الوجه والكفين بشرط أن يكن غير متبرجات بزينة( الزينة التي توضع على الوجه والكفين)
    فليس عليهن جناح في ذلك أي ليس عليهن إثم وغيرهن من الشابات عليهن جناح في كشف وجوههن وأيديهن أمام الأجانب الذين ليسوا لهن بمحارم . وماذا يفهم من قوله تعالى( أن يضعن ثيابهن)؟ أيفهم منه أن تنخلع المرأة من ثيابها وتتعرى؟ أم أن المقصود منه أن تضع جلبابها الذي على وجهها وهو ما تغطى به المرأة وجهها كما بينت حفصة بنت سيرين رحمها الله وكما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك حيث قالت (فخمرت وجهي بجلبابي) وهو في الصحيح.؟ كذلك قوله تعالى(غير متبرجات بزينة) يبين لنا محل وضع الثياب وهو الوجه والكفين حيث أن الزينة غالبا توضع على الوجه كالكحل في العينين والأحمر على الخدين والشفتين وغيرها من أدوات الزينة وكذلك قوله تعالى (وأن يستعففن خير لهن) أي يبقين على ترك وضعهن لثيابهن أي يبقين على تغطية وجوههن وأيديهن
    الدليل الرابع- { وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ -الآية31 النور
    يقول الشيخ محمد ابن العثيمين رحمه الله-يعنى لا تضرب المرأةبرجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب با لأرجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه. فأيهما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالا بقدم امرأة لا يدرى ماهى وما جمالها لا يدرى أشابة أم عجوز, أيهما أعظم فتنة هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلىء شبابا ونضارة بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها. ؟ إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء. رسالة الحجاب (9) الدليل الخامس:- قوله تعالى {لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }الأحزاب55 . قال ابن كثير في تفسيرهذةالآية(3/506)-لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم,كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ }النور31. وجاء في تفسير الجلابين في الآية لاجناح عليهن أن يروهن ويكلموهن من غير حجاب ).انتهى .وهذا استثناء من الأصل العام وهو فرض الحجاب ففي الآية نفى الجناح بخروج المرأة أمام محارمها كالأب والابن غير محجبة الوجه والكفين أما غير المحارم فواجب على المرأة الاحتجاب عنهم .
    ثانيا- الأدلة من السنة:-
    -الدليل الأول-حديث المرأة عورة
    عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان- رواه الترمذي (1173) وصححه الألباني في الإرواء273 وحققه الشيخ مصطفى العدوى في رسالة الحجاب وقال رجاله ثقات ويصلح الاحتجاج به – أما قوله المرأة عورة فقال المباركفورى في تحفة الأحوزى(3/337) (جعل المرأة نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحيى منها كما يستحى من العورة إذا ظهرت والعورة السوأة وكل ما يستحى منه إذا ظهر , وكلمة استشرفها أي زينها في نظر الرجال). قلت ووجه الاستدلال هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة عورة أي عمم جميع المرأة ولم يستثنى منها الوجه والكفين.أنهما ليسا بعورة فدل ذلك على أن جميع بدن المرأة عورة بما فيه الوجه والكفين ووجب ستره وتضمن ذلك ستر الوجه والكفين
    الدليل الثاني-الإذن للنساء في الخروج لحاجتهن
    قال الإمام البخاري(فتح8/528) عن عائشة رضي الله عنها قالت –خرجت سودة –بعدما ضرب الحجاب لحاجتها,وكانت إمرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال يا سودة, أما والله ما تخفين علينا,فانظري كيف تخرجين,قالت:فانكفأت راجعة,ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفى يده عرق,فدخلت فقالت يارسول الله , إني خرجت لبعض حاجتي فقال لىعمركذا وكذا:فأوحى الله إليه,ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال:إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن). والحاصل أنه لما نزلت آية الحجاب بالغ فىتحجبهن فقصد بعد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلا ولوكن مستترات فمنع منه ,وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج . ووجه الاستدلال هنا على مشروعية ستر الوجه أن عمر رضي الله عنه ما عرف سودة إلا بطولها وجسامتها كما أخبرت عنها عائشةرضى الله عنها في الحديث فدل ذلك على أن وجهها كان مستورا ولو كانت كاشفة لوجهها لما احتاج أن يقول ما تخفين علينا
    .الدليل الثالث-فعل عائشة رضي الله عنها.
    في حديث الإفك- قالت عائشة:..وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكوانى من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي,فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني,وكان يراني قبل الحجاب,فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني,فخمرت وجهي بجلبابي..” الحديث أخرجه البخاري(8/452) ومسلم ص (2129)
    قال الحافظ ابن حجر(فتح البارى8/463) قوله فخمرت: أي غطيت . قلت ووجه الاستدلال هنا أن عائشةرضى الله عنها أفادت عن سبب معرفة صفوان بن المعطل لها حين رآها أنه رضي الله عنه كان يراها قبل نزول الحجاب فدل ذلك على أنه بعد نزول الحجاب أنها سترت وجهها فلم تعرف بعد ,وكذلك أنها لما كانت وحدها في هذا المكان الذي غادره الجيش ولم يكن فيه أحد نامت وقد رفعت الجلباب عن وجهها ولما أصبح صفوان بن المعطل عندها عرفها لأنه كان يراها قبل نزول الحجاب فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فاستيقظت رضي الله عنها باسترجاعه فتحجبت منه فغطت وجهها بجلبابها,ففي هذا الحديث الصحيح دليل واضح لكل أخت مؤمنة لها في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله وزوجتة في الجنة أسوة حسنة في ستر الوجه والكفين .هذا وقد ورد أثر صحيح آخر عند الإمام مسلم والحديث برقم(1211) .عن صفية بنت شيبة.قالت:قالت عائشة رضي الله عنها,يا رسول الله أيرجع الناس بأجرين وأرجع بأجر؟فأمر عبدا لرحمن بن أبى بكر أن ينطلق بها إلى التنعيم,قالت فأردفنى خلفه على جمل له ,قالت فجعلت أرفع خماري أحسره عن عنقي,فيضرب رجلي بعلة الراحلة,قلت له وهل ترى من أحد ؟, قالت فأهللت بعمرة ثم أقبلنا حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحصبة. (رواه مسلم . والمعنى أن عائشة رضي الله عنها أحزنها أن ترجع إلى المدينة ولا تأتى بعمرة مع الحج كما فعل الناس فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم .فأمر أخوها عبد الرحمن أن ينطلق بها إلى خارج الحرم ( التنعيم) لتحرم من هناك بعمرة فركبت خلفه على الجمل فلما رأت السيدة عائشة أنها في خلاء ليس فيه أحد جعلت تكشف خمارها وتبعده عن وجهها من أسفل عنقها فجعل عبد الرحمن يضرب رجلها بعود بيده عامدا لها حيث تكشف خمارها غيرة عليها وظاهر أمره أنه يضرب الراحلة ,فقالت له رضي الله عنها ردا على فعله هذا ,وهل ترى من أحد ؟ أي نحن في خلاء وليس هنا أجنبي أستتر منه .فلله در أم المؤمنين ما أعظم حياؤها وعفتها,مع أن الله برأها من فوق سبع سماوات وتوعد الذين ينالون منها بأشد العذاب فقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23 ومع هذا كله تحرص رضي الله عنها على الالتزام والامتثال لأمر الله بالحجاب وهذا يذكرنا بقول الله عز وجل {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36 .كما أورد الإمام الذهبىأثرأ في سير أعلام النبلاء(3/491), وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى(4/308),(عن أحمد بن محمد الأزرقى:أنبأنا عبد الرحمن بن أبى الرجال عن ابن عمر,قال لما اجتلى رسول الله- صفية رأى عائشة متنقبة في وسط النساء فعرفها,فأدركها, فأخذ بثوبها, فقال:ياشقيراء كيف رأيت؟ قالت رأيت يهودية بين يهوديات),وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى(8/99). والحديث رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاع بين عبد الرحمن وابن عمر إلا أنه يشهد له ماسبق من الآثار الصحيحة عن عائشة , ومما سبق رد على من زعم أن النقاب لا أصل له فى الدين, وفيه أيضا بيان لصفة الحجاب الشرعى الذى أمر الله به فى الآيات حيث كان هذا هو التطبيق الفعلى له من قبل عائشة رضى الله عنها ولو كان غير ذلك لبينه النبى صلى الله عليه وسلم لعائشةرضى الله عنها.
    الدليل الرابع- فعل الصحابيات:
    عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول لما نزلت هذه الآية(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحوا شى فاختمرن بها.رواه البخاري (فتح البارى8/489)ورواه البخاري من طريق آخر معلقا عن عائشة قالت :يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)شققن مروطهن فاختمرن بها. قال الحافظ ابن حجر(فتح 8))قوله فاختمرن :أي غطين وجوههن وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع .ووجه الاستدلال هو فعل الصحابيات رضي الله عنهن وسرعة استجابتهن لأمر الله وتفسير كلمة خمرهن بستر الوجه.وعن فاطمة بنت المنذر رحمها الله قالت(كنا نخمر وجوهنا, ونحن محرمات مع أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما).أخرجه الإمام مالك في الموطأ(1/328) والحاكم(1/454) وصححه ,ووافقه الذهبي . وفى هذا دليل على أن عمل النساء في زمن الصحابةرضى الله عنهم كان على تغطية الوجوه من الرجال الأجانب , وأن هذا الأمر كان عاما في النساء لا في زمن الصحابة فقط بل فيما بعدهم أيضا.
    الدليل الخامس:فعل أسماء رضي الله عنها:
    عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكررضى الله عنهما قالت (كنا نغطى وجوهنا من الرجال,وكنا نمتشط قبل ذلك فىالإحرام) أخرجه الحاكم(1/454) وقال صحيح على شرط الشيخين , ووافقه الذهبي
    وللحديث شاهد آخر عند أبى داود وأحمد والبيهقى(5/48)من حديث عائشة رضي الله عنها قالت( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه) ولكن في إسناد هذا الحديث يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف ولكن هذا الحديث يقويه حديث أسماء السابق.قال الشوكانى في( النيل) واستدل بهذا الحديث على أنه يجوز للمرأة إذا احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبا منها أن تسدل ثوبها من فوق رأسها على وجهها . وقال ا بن المنذر (أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط والخفاف , وأن لها أن تغطى وجهها فتسدل الثوب سدلا خفيفا تستتر به عن نظر الرجال) . نيل الأوطار(5/77) الدليل السادس:-عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة,كيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال يرخين شبرا فقالت إذن تنكشف أقدامهن,قال فيرخينه ذراعا ولا يزدن عليه. رواه الترمذىوأبوداود وصححه الألباني(2/776) وفى رواية عن ابن عمر ( أنهن قلن إن شبرا لا يستر من عورة فقال:اجعلنه ذراعا ,فكانت إحداهن إذا أرادت أن تتخذ درعا أرخت ذراعا فجعلته ذيلا .)المسند (2/90).وقد أقرهن النبي صلى الله عليه وسلم على جعل القدمين عورة. هذا وإذا كان القدمان من العورة فما الظن بالوجه الذي يفتتن الرجال برؤيته, فهل يعقل أن يأمر الإسلام المرأة أن تستر شعرها وقدميها وأن يسمح لها أن تكشف وجهها ويديها؟ وأيهما تكون الفتنة فيه أكبر الوجه أم القدمان؟. الدليل السابع:قصة عائشة رضي الله عنها مع عمها من الرضاعة- وهو أفلح أخو أبى القعيس- لما جاء يستأذن عليها بعد نزول الحجاب,فلم تأذن له حتى أذن له النبي صلى الله عليه وسلم,لأنه عمها من الرضاعة. متفق على صحته قال الحافظ ابن حجر في الفتح(9/152) وفيه وجوب احتجاب المرأة من الأجانب. الحديث رواه البخارى8/392) ومسلم رقم(1444)
    الدليل الثامن:حديث أم عطيةرضى الله عنها, فىصحيح مسلم–أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد,قلن:يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب,فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتلبسها أختها من جلبابها. ووجه الدلالة أن المرأة لا يجوز لها الخروج من بيتها إلا متحجبةبجلبابها الساتر لجميع بدنها , وقد تكلمنا في معنى الجلباب فيما سبق .
    الدليل التاسع:-احتجاب أمهات المؤمنين:- فقد أورد ابن سعد في الطبقات فقال أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم ابن زيد المكي وسفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبى جعفر قال:كان الحسن والحسين لا يريان أمهات المؤمنين…,فقال ابن عباس:إن رؤيتهن لهما تحل. الطبقات الكبرى(8/178) , وقال: أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد لله بن أبى يحيى عن بُثينة بنت حنظلة عن أمها, أم سنان الأسلمية قالت :لما نزلنا المدينة لم ندخل حتى دخلنا مع صفية منزلها, وسمع بها نساء المهاجرين والأنصار,فدخلن عليها متنكرات , فرأيت أربعا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متنقبات:زينب بنت جحش , وحفصة, وعائشة ,وجويرية… الحديث-الطبقات الكبرى (8/126)
    الدليل العاشر:عن أنس رضي الله عنه في قصة زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفية رضي الله عنها:فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين أو مما ملكت يمينه؟ ,فقالوا إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهى مما ملك يمينه ,فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس(رواه البخاري) ومسلم رقم(1365) , وفى رواية أخرى عن أنس رضي الله عنه قال :فلما قرب البعير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج, وضع رسول الله صلى اله عليه وسلم رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه,فأبت ووضعت ركبتها على فخذه. وسترها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نساءه . , قال الشيخ عبد العزيز بن خلف:- وهذا الحديث من أدلة الوجوب أيضا لأنه من فعله صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة فهو عمل كامل, حيث إنه صلى الله عليه وسلم ستر جسمها كله, وهذا هو الحق الذي يجب إتباعه, فهو القدوة الحسنة, ولو لم يكن دليل من النصوص الشرعية على وجوب ستر المسلمة وجهها وجميع بدنها ومقاطع لحمها إلا هذا الحديث الصحيح, لكفى به موجبا وموجها إلى أكمل الصفات. نظرات في حجاب المرأة المسلمةص97
    ثالثا:الاعتبار الصحيح والقياس المطرد:
    وهو إنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها وإقرار المصالح ووسائلها والحث عليها, فقد ذكر العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في (رسالة الحجاب) هذا الاستدلال فقال:فكل ما كانت مصلحته خالصة أو راجحة على مصلحة فهو مأمور به أمر إيجاب أو أمر استحباب, وكل ما كانت مفسدته خالصة أو راجحة على مصلحة فهو منهي عنه نهى تحريم أو نهى تنزيه, وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب, وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة . ثم ذكر من هذة المفاسد(باختصار) 1- الفتنة, فإن المرأة بنفسها فتنة ,فضلا عما يجمل وجهها ويبهيه وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد. 2-زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها.3-افتتان الرجال بها.4-اختلاط النساء بالرجال وفى ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض. وقال رحمه الله (فإن كان قد اختلف في فهم الزينة الظاهرة , فإن الحجة في فهم الصحابة ونسائهم, حيث طبقن ذلك عملا بتغطية الوجه والصدر والنحر والشعر, لما ورد عن عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك(وكان يعرفني قبل نزول الحجاب) وقولها في الإحرام كنا بالجمع فإذا حاذينا الرجال, سدلت إحدانا خمارها على وجهها, فإذا جاوزونا كشفنا. فهذا العمل حجة لا يصح تأويله, لأنه تطبيق عملي لمفهوم النص الشرعي, فىآية الحجاب وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم, ولو عملوا شيئا خطأ لنبههم إليه, كما في صلا ة المسيء.انتهى.
    ويذكر الشيخ بكر ابن عبد الله أبو زيد هذا الاعتبار (القياس المطرد),فيقول(فقد دلت النصوص أيضا بدليل القياس المطرد على ستر الوجه والكفين كسائر جميع البدن, وإعمالا لقواعد الشرع المطهر الرامية إلى سد أبواب الفتنة عن النساء أن يفتن أو يفتتن بهن والرامية كذلك إلى تحقيق المقاصد العالية وحفظ الأخلاق الفاضلة مثل العفة والطهارة والحياء والغيرة وصرف الأخلاق السافلة من عدم الحياء وموت الغيرة والتبذل والتعري والسفور والاختلاط كما في قاعدة جلب المصالح ودرأ المفاسد, وقاعدة ارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما, وقاعدة ترك المباح إذا أفضى إلى مفسدة في الدين, ومن هذة المقايسات المطردة, الأمر بغض البصر وحفظ الفرج , وكشف الوجه أعظم داعية للفتنة من ذلك. النهى عن الضرب بالأرجل, وكشف الوجه أعظم داعية للفتنة من ذلك . النهى عن الخضوع بالقول , وكشف الوجه أعظم داعية للفتنة من ذلك . الأمر بستر القدمين والذراعين والعنق وشعر الرأس بالنص والإجماع ,وكشف الوجه أعظم داعية للفتنة والفساد من ذلك ,وغير هذة القياسات كثير يعلم مما تقدم,فيكون ستر الوجه واليدين وعدم السفور عنهما من باب الأولى والأقيس و وهو المسمى بالقياس الجلي.) انتهى. حراسة الفضيلة ص65

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *