الأسرة

 المجتمع يتكون من مجموعة من الأٌسر وكل أسرة يتكون منها افراد ، أي أن المجتمع ما هو إلا مجموعة من الأفراد ، وهؤلاء الأفراد يكونون مجتمعين فيشكلون لدينا عوائل ، وهنا تكون العائلة هي عمود المجتمعات في جميع الدول ، فبصلاحها يصلح المجتمع ، لأن من اهم واجباتها التربية ، وتنشئ أفرادا صالحين لكي يصلح المجتمع الذي نعيش فيه ، ولكن ماذا سيحدث لو انهــا انهارت ، أو ان واجب التربية اختفى فيها ، أو ان اهم فردين فيها الأب والام بحاجة لتربية وإعادة تأهيل للقيادة ، هل تعلمون ماذا سيحدث ؟ النتيجة هي المأساة نعم ستنتشر المآسي في جميع الاسر لو حدث الإنهيار ، مآساة ليست بالبسيطة بل مؤلمة وتٌدمع القلب قبل العين ، فقط مجرد تخيل تلك المأساة يجعل قلبك يتقطع كل يوم ، وتحاول بكل جهدك أن لا تتخيل حدوث ذلك ولو جزء بسيط منه ، فهل عرفتم المآساة ؟

 

         من أهم الامور التي يجب ان تكون في الاسرة هي ترابط افرادها ترابطا قويا ، بحيث ان اي شخص فيها إذا وقع في مشكلة فتكون المشكلة عائلية وتعود إلى الأب والام لتقديم المساعدة لأبنائهم حتى لا يبحثون عن حلول خارج نطاق الأسري ، وما يترتب على ذلك من مشاكل هم في غنى عنها ، لأن الترابط والتواصل فيما بينهم يجعل الامور واضحة امام الجميع ، وتكون السعادة منتشرة بينهم ، والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم هل هناك تواصل وترابط ووضوح بين افراد الاسرة الواحدة ، هل هناك فتاة ترجع لوالديها عند حدوث مشكلة لها ، وهل يعلم الآباء والامهات مشاكل أبنائهم ، فهنا تكمن المأساة الحقيقة ، ففعلا ما يحدث اليوم يوحي بانهيار قريب للمجتمع الصالح ، فتلك الفتاة التي هي في عمر الزهور ، وقعت زميله لها في ضائقة مالية ، ومن حب الفتاة لتقديم المساعدة لصديقتها ، وبدلا من التواصل مع والديها أو محاولة تقديم حلول لزميلتها بالعودة لأهلها كأفضل الحلول ، قامت هذه الفتاة بالدخول لمواقع الدردشة وطلب سلفة من المتواجدين لزميلتها المحتاجة ، ونعلم أن تلك المواقع ما هي إلا مستنقع ضياع لا اكثر ولا اقل ، ومع الطلب ، تأتيها الردود وخاصة من الشباب في تقديم المساعدة بل ومضاعفة السلفة أو تكون عبارة عن هدية بشرط خروج الفتاه مع الشاب وممارسة الحب معاه في الخفاء ، والسؤال الذي يطرح نفسه أين الأهل ولماذا تلك الفتاة ذهب لمواقع الشات بدلا من الذهاب لأهلها الذين هم اولى بمشكلتها وبمساعدتها من الغرباء ، فكان الجواب على لسان الفتاة أنها تخشى الضرب من قبل الوالدين وهي غير مستعدة لتلقى الضرب وتُفضل دخول تلك المستنقعات بدلا من مواجهة الوالدين ، أليست هذه مآساة اسرية ؟ ومن هو المسـؤول عن ضياع تلك الفتاة ، لو قبلت عروض الشباب المنهالة عليها ، وهذا دليل على ان خيوط التواصل والترابط في هذه الاسرة مفقود ، وتخيلوا معي لو كنتم في مكان تلك الفتاة فستشعورن بالمرارة والمآساة .

 الاسرة

المشكلة الاكبر ان تجد أسرة جميع افرادها منغمسون في دوامة الضياع ويتراكضون خلف اللذات والشهوات ، ومن بين هذه الأسرة تخرج طفلة صغيرة تكون هي الوحيدة خارج تلك الدوامة ، فكيف ستعيش في وسط اسري ضائع بأكمله ، فتاة بقي لها عام واحد لتُنهي دراستها الثانوية ، والحمد لله انها ملتزمة وتخاف ربها ، ولكن جميع اسرتها في ضياع ، فالوالد ياتي كل يوم متاخرها وهو في حالة سكر بعد سهرة مع بنات الليل ووسط المسكرات ، والام في البيت هاتفها النقال يستقبل مكالمات الشباب الصباحية والليلية ، اما الفتاة الجامعية فكما يقولون كل ساقطة ولها لاقط ، فهي تنتقل من شاب وإلى شباب والآن لديها شاب تتعامل معه وكأنه زوجها الحبيبي الذي يجب أن لا تفارقه ، أما الابن فحاله من حال والده ، ولله الحمد هي الوحيدة الملتزمة في ذلك المنزل بل لشدة ضياع الاسرة يتملكها الخوف عندما تركب مع اخيها في السيارة ، وكل ذلك واكثر ، والله اعلم كيف سيُمكن لهذه الفتاة الصغيرة أن تعيش حياتها في ذلك المكان ، وما علينا إلا بالدعاء لها بأن يحفظها الله ، ويهـدي اسرتها إلى طريق الحق والصراط المستقيم ، وبالله عليكم اخبروني ماذا تفعل ؟

 أن حال الاسرة اليوم لا يبشر بالخير بل يُبشرنا بانهيار أسري قـادم إن لم يتم التفاعل والتكاتف مع قضية الأسرة وإعادة بنائها من جديد ، لأن المشـاهد توحي بذلك ، فكم من أم تلف الأسواق التجارية وخلفا الخادمة تجر طفلها في عربة دون أن تُبالي به أو تمشي بجانبه ، بل كم عدد العوائل التي أفرادها لايتجاوز أصابع اليد ولديهم من الخدم ما يفوق عددهم ، أليس الإستقرار والترابط يجب أن يكون في المنزل وخارجه ، فمن يرى فتاة او شاب اعمارهم لم تتجاوز السادسة عشر تتسوق لوحدها وخلفها خادمتين أو ثلاث لا يدل إلا لوجود خلل أسري سيؤثر بالتأكيد على المجتمع ، فصلاح المجتمعات تأتي من الاسرة التي هي أساسه وعموده الفقري ، فالله الله في أهاليكم ، ولنبدأ من اليوم لزرع الترابط الأسري المفقود وإعادة تماسك الأسرة من جديد ولتختفي كلمة مأساة أسرة .

Comments are closed.