feature

بعد انتهـاء بطولة كأس القارات 2009 والمقامة في جنوب أفريقيا وفوز المنتخب البرازيلي بالكأس ، بعد مبـاريات ظهرت فيها المنتخبات المرشحـة بمسـتوى متواضع ، بل إن النهـائي كان أكثر مرشحين له بين البرازيل وأسيانيا ،  وبعد تلك الجولات والصولات وجدنـا النهـائي بين البرازيل وأمريكـا ، وأكثر المُتشـائمين لم يتوقع ذلك  وخاصة المنتخب الأمريكي الذي خسـر اول جولتين وكسب الجولة الاخيـرة في المجموعات ومنها بدأ مشـواره بأدائه التكتيكي الرائـع فتغلب على أسبانيا بطلة أوروبـا ، لتصـل للنهــائي بالرغم من الفـوارق الكبيرة بين المنتخبات  ، حتى المنتخب البرازيلي الذي وجد نفسه متأخرا في الشوط الاول في النهــائي قبل أن يقلب النتيـجة ، وقبل ذلك المنتخب المـصري وجنوب أفريقيا ، فالأول أحرج فرقة السيليساو  ويكسب بعدها المنتخب الإيطـالي بطل العـالم ، والاخيـر قدم مستوى طيـب واستطاع إحراج المنتخب الاسـباني في مباراة المركز الثـالث ، وكل تلك الاحـداث تدعونا  لطرح ذلك السـؤال ” هل حــان وقت الحلم العـربي  ؟ ” .

نعم ، مـا قدمته منتخبات مصـر وجنوب أفريقيا وأمريكـا في هذه البطولة يجعلنا أن نبدأ في الحلم الريـاضي الذي طال انتظاره ، وهو أن يحـصد كأس العالم  منتخب عـربي ،  فما شاهدناه في خلال تلك المبـاريات ، أثبت لنا أن كرة القـدم ليست كرة مهارات فقط ، بل  روح قتـالية في الملعب والعمل كفريق واحد ، والإصـرار والعزيمة على تحـقيق الانتصـار دون الخوف من المنتخب الذي سيـواجهك ، وهذا هو حـال  لاعبي المنتخب المصـري أمام البرازيل وإيطـاليا ، منتخب متأخر في الشوط الاول بثلاث أهـداف مقابل هـدف ، يعود في الشوط الثاني ويسجل هدفين في أثل من اربع دقائق ، وامام أبطـال العالم  منتخب السـامبا وسحرة كرة القـدم ، ليأتي بعدهــا منتخب أفريقيا  وهو يُحرج منتخب أسبانيا  والتي كانت متصـدر تصنيف المنتخبات ،  ونحن نعلم الفوارق الكبيرة بين المنتخبين من جميع الجوانب ، وأخيـرا يظهر المنتخب الأمريكي في الجولة الأخيـرة ليتأهل ويكسب أسبـانيا ويصل للنهــائي ، ويكفي له ذلك فهذا بحد ذاته إنــجاز ، تلك المنتخبات التي كنا نتوقع أن تكون جسـر عبـور لأبطـال العالم ، فاجأت الجميـع بأدائها الرائــع ، وجعلت مـدربي الأبطـال يُفكـرون من جديد في خططهم وأسلوب لعبهم ، فمـا حدث في كأس القارات  كان بمثـابة  انذار شديد اللهجـة قبل الدخول في نهـائيـات كأس العــالم ، ومحاولة لإبعـاد مفهوم الفضيحة الكروية التي ربمـا تحـدث في  جنوب أفريقيا ، فأين هي تلك الأسمـاء الرنانة التي نتحدث عنهــا طوال حياتنا ونذكرهم ، فيظهر لاعب عربي  ليُحـرجهم ويثبت أن العرب والمنتخبات الآخرى لديها مـواهب وإبداعات تُنافس مواهبهم الكروية ، بل ربما تتغلب عليهم  في المواجهات الدولية والودية .

نقف قليل عند المنتخب المصـري وأبطـال أفريقيـا ، فالحلم العربي يبدأ من هذا المنتخب ، الذي لا تحدث مباراة حتى يُقـدم الدورس الكروية لمنتخباتنا العربيـة ، فهـذا المنتخب يتصـدر منتخبات أفريقيا بست ألقـاب لبطولة أمم أفريقيا ، وحصد آخر بطولتين عام 2006 و 2008  وبقيـادة مدربهم حسن شحـاته الذي يقود الفريق حتى الآن ، وهذا دليل على استقـرار المنتخب  والحالة النفسية والتفاهم بين اللاعبين والمدرب ، رغم الانتقادات التي وجهت إليه في أكثر من محفل كروي إلا أنه يثبت نفسـه يُسكت منتفديـه ، ويكفيـه أنه استطاع غرس الروح القتالية في المنتخب الذي أثبت نفسه أنه يستحق أن يتربع على  عرش منتخبات أفريقيا والعربيـة ، فمـا يقدمه خلال المباريات يجعلنا أن نتمنـى أن نجـد إحدى منتخباتنا الخليجية تقدم مثل ذلك الاداء ، وتلك الروح والثقة في نفـوس اللاعبين وعدم الرهبـة من الفريق المنافس ، كل تلك العوامل التي رأيناها في المنتخب العربي الذي رفع رأس العرب في البطولة ، هي عـوامل تحتاج لعوامل أخرى ليكون لدنيا منتخب قـادر على المنافسـة وحصـد أول بطولة كأس العـالم  ، فحان الوقت للتحرك  وتحـويل الحلم إلى حقيـقة ، ونُشـاهد لاعبي العرب وصورة منشرة في جرائد العالم وملحقاتها الرياضية تُعلن عن فوز منتخب عربي بكأس العالم ، فمتى يتحقق الحلم العربي ….. متى ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *