أكملنا ولله الحمد عشر حلقات في خطوات النجاح ، وبقي لدنيا عشر حلقات أخرى ما هي إلا مُكملة للحلقات السابقة ، فالإنسـان الذي يثق في ربه ويثق في نفسه ويُخطط ، ولا يتوقف عند العثرات والعقاب هو إنسـان ناجح ، ولزيادة جرعات النجاح كانت هذه الحلقة  لتكون جرعة أولى من أجل إكمال مسيرة النجاح الذي لا يتحقق إلا إ ذا كنا نحمل بداخلنا إصـرار وعزيمة تدفعنا للأمام دون التوقف أو إعطاء مجال للإحباط ، فهناك في حياتنا أناس كُثر ناجحين ، ولكن نجاحاتهم مؤقتة لأنهم لا يملكون العزيمة القوية ، مثل الطالب فهو يمر خمسة مراحل علمية في حياته ، وهو يحدد أين يتوقف ، فهناك من تخرج من الثانوية وبدأ بالعمل ، وهناك من أكمل الجامعة وتخرج ، وهناك من تخرج من الجامعة وأكمل الماستر والدكتوراه ، بالرغم من أن جميعهم نجحـوا إلى أن من حصل على الدكتوراه كان ذا عزيمة وإصرار أقوى من الآخرين فكان هو الأنجح من بينهم .

الإنسـان يجب عليه أن يعلم جيدا ، أن الطريق لتحقيق الأهداف والإنجازات ليس مفروشا بالورد ، بل بحاجة إلى شخص يملك الإرادة في مواجهة العقبات ليتخطاها بشجاعة دون أن تؤثر على معنوياته ، فلماذا نفكر في النجاح إذا لم نحمل بداخلنا كلمات ” أنا أستطيع ”  ” أنا لا ينقصني شي ” ” أنا قادر على الإنجاز ” ” لن أتوقف أبدا ” ، بل اقنع عقلك الباطن بأنه لا يوجد فرق بينك وبين الآخرين ، فالجميع يُمكن النجاح والوصول للقمة ، والفارق يكمن في عنوان هذه الحلقة الإرادة والعزيمة والإصرار والاستعداد للتحدي ومواجهة ما يُخبئه المستقبل .

ما يدعوا للغرابة والتعجب تلك الفئة التي تضع الأعذار بعدم قدرتها على اكتساب العزيمة القوية بالرغم من وجود أكثر من آلاف القصص في قوة العزيمة ، نجدها غالبا في المُعاقين ، ومن منا لا يذكر الشاب الاسترالي نيكولاس فوجيسيك  أشهر شخص تحدى الإعاقة الذي ولد من دون يدين ولا رجلين ، وزار ما يقارب 22 دولة يتحدث عن حياته ونجاح ، وقال في احد محاضراته : أنا أستطيع أن أصافحك باليد .. لكني قد أطلب منك أن تضمني .. نمر أحيانا بأيام جميلة وأخرى سيئة .. لكن عندما يستهزئ بنا الناس لا يجب أن نقلق أنفسنا بما يقولون فالمشكلة ليست في مظهري لكن المهم هو جوهري .. .. قد أكون بلا يدين أو ساقين .. لكنى أحب الحياة ، ومؤمن بإرادة الله وبأن النجاح لا حدود له طالما هناك أمل فى الله وقدرته .. فالخوف يمكن أن يكون إعاقة كبيره فى حياتنا إذا تمكن منا ، فلا تجعله ينال منك وتأكد أن الله معك فى كل وقت وفي كل الأحوال “. بل قال عندما سأل عن أهم ما تعلمه من الحياة : «أننا في الحياة أمام خيارين: الأول أن نحاول، والثاني أن نفشل ونيأس. وعلينا أن نختار». إذا أنت تختار وتحدد مسار حياتك ، وهذا الشاب وغيره من ابتلاهم الله تعالى بالإعاقة استطاعوا تحقيق نجاحات الأصحاء أنفسهم لم يُمكنهم أن يفعلوا مثلما فعلوا .

ماذا بعد كلام الشاب الاستـرالي ، هل ستملأ القوة والإصرار أنفسنا ، أم أن هذا المثال لم ولن يؤثر فينا ، وسنبقى محبطين منطوين على أنفسنا نبحث عن العزيمة والإدارة ولا نجدها ، أو ننتظر أحد أن يُخرجها لنا ، فالمشكلة تمكن في داخلنا ونظرتنا لأنفسنا وما تحمله من قدرات على تجاوز العثرات ، وخير مثال يُمكن أن نذكره ونجد فيه قمة الإصرار والعزيمة والإرادة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ، تلك القوة على تحمل أنواع التعذيب من أجل نشر الإسلام وإيصاله لأكبر شريحة في العالم صلوات ربي عليه وسلامه ، واستمرت القوة من بعد ذلك في صحابته رضوان الله عليهم ، ولم يتوقفوا أو يتراجعوا بل كانوا شوكة في في حلوق الكفار والأعداء ، وكل ذلك نبع من ثقتهم في الله تعالى  ثقة عمياء .

إذا نقول من يُريد الحصول على العزيمة والإصرار :

  • ثق في ربك وتوكل عليه .
  • ثق في نفسك .
  • كن إيجابيا . 
  • اكتشف نفسك .
  • لا تنظر للآخرين .

هل لديكم العزيمة والإرادة للرد والتعليق على الموضوع .؟

 

 

19 thoughts on “الحلقة (11) : كن ذا عزيمة وإصرار”
  1. السلام عليكم
    شكرا لكم على هذه الدورات الرائعة والتي حقا استفدنا منها كثيرا
    انا دائما احب التغيير لكن اقف في اخر المطاف ولا اكمل
    يعني اكتفي بالقول ولا اطبق
    لكن بعد هذه الدورات اكتشفت انني قادرة على التغيير وتحقيق هدفي

    والاهم عدم الاهتمام بكلام الناس وخصوصا التافه منهم

    بل اركز على مااريده انا لاصل الى ما احلم به

    فهذه حياتي انا ولايجب من الغير التحكم فيها

    شكرا لكم وجزاكم ربي الجنة

  2. اشكرك من اعماق قلبي و في هذا الوقت نحتاج من يدفعنا للإمام لكي نرا الجانب المشرق من الحياة لان المحبطييين كثر.

اترك رداً على عبيد الكعبي

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *