عندما تتحدث عن التعامل مع الآخرين في شتى المجالات فأول كلمة يجب أن نذكرها الاخلاق ، فهي أهم سمة يجب أن نتصف بها في تعاملاتنا ومعاملاتنا ، ودائما ندعو إلى غرس مفهوم الأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال منذ الصغر ، فهي التي تُعطي صورة للشخص نفسه بل وتُعطي صورة لكل فرد تكون لديه علاقة قرابة معه مثل الأب والأم والأخوان والأخوات ، فنحن صورة عن تربية آبائنا وأمهاتنا لنا ، ولو تم الإسـاءة لنا فستلحق بأهلنا أيضا لأنهم جزء منا ، ولكن من سيتحدث عن الأخلاق في في تلك الامان الذي يسود فيها التنافس والتحدي القوي بين مجموعة من الافراد ، والكل يسعى من أجل تحقيق الفوز والإنتصار ، فذلك التحدي يُفرح شعب بأكلمه في الانتصار ويُبكي غيرهم في حالة الخسـارة ، إنها الساحرة المستديرة .
عندما تتحدث عن الإعلام بأنواعه فأنت بالتأكيد تقصد الشفافية والوضوح والثقة ، فجميعا اليوم يتابع آخر الأخبار على التلفاز وفي الجرائد والمواقع والمنتديات والشبكات الاجتماعية ، وكل من هذه المصادر تختلف باختلاف مصادرها وصحة أخبارها ، فهناك مثلا من يتابع قناة بعينها لأنه يثق في أن أي خبر يخرج منها هو خبر صحيح مئة بالمئة ، وتلاحظون الآن في المنتديات أن أي خبر يتم طرحه يتبعه سؤال مباشر من المتابعين " ما هو مصدرك " " وهل المصدر موثوق " ، ففي حالة أن هذا الشخص فعلا مصادره صحيحة وموثوقة ، تجد له متابعين ، ولو ثبت العكس لن تجد له شعبية كبيرة ، واليوم لدي وقفة مع إحدى وسائل الإعلام المقرؤة والتي لاحظت في بعض أخبارها نقطة سلبية تحتاج الوقوف عليها لأن أي خبر يتم نشره فله تبعات وتأثيرات على المقصودين ، ويجب أن تكون الشفافية والمصدر الموثوق شعار لها وإلا فلا داعي لأخبارها .
وعلى الجانب الآخر يؤدي توتنهام تدريباته صباحاً على ملعب الأهلي، ومن المتوقع أن يغادر غداً إلى إنجلترا لمواصلة مشواره بالدوري ودوري الأبطال، وتابع التدريبات على الملعب الفرعي صباح أمس أعداد ليست بالكثيرة، غير أن المفاجأة كانت طلب أحد أفراد الجهاز الفني من لجنة العلاقات العامة أكياس بلاستيكية، من أجل جمع الزجاجات الفارغة، من أرضية الملعب، والتي تخلفت من الفريق، خلال التدريبات، فضلاً عن أي قمامة أخرى، تسبب فيها اللاعبون من أوراق أو غيرها. ورفض اللاعبون والجهاز الفني التحرك من الملعب، إلا بعدما جمع كل لاعب أقرب زجاجة خالية أو أي قمامة، ووضعها في الأكياس التي وفرت فوراً لهذا الغرض في تصرف أثار استحسان الجميع.

لم استسغ يوماً برنامج الكاميرا الخفية، فهو فكرة لا تمت لا للطرافة ولا للفكاهة ولا لروح النكتة بقدر ما تبتز ضحكات المتفرجين على آخرين أبرياء يسيرون في «سبحانيتهم»، كما نقول بالعامية الإماراتية، أي في حال سبيلهم وبسلام آمنين، ليعترض طريقهم أحد أعضاء طاقم برنامج تعارف الكل على تسميته بالكاميرا الخفية أو السخيفة لا أدري أيهما أنسب كصفة لهذا النوع من البرامج التي استنسخها كثير من إعلاميينا من البرنامج الأميركي الشهير «كاندد كاميرا» وشتان بين البرنامج الأميركي والنسخ العربية المقلدة التي تتصف أغلبها بالسماجة وثقل الدم وعدم احترام خصوصية الناس.
مؤسساتنا الحكومية الخيرية تبذل النفس والنفيس من أجل التفريج عن المكظومين والمكظوظين، والذين يعانون ضيق ذات اليد. هذه المؤسسات التي لا توفر جهداً في سبيل رسم الابتسامة على وجوه المحتاجين والمعوزين ، هيئة الهلال الأحمر تجوب الصحارى والقفار وكل شبر من الديار، ورجالاتها الأفذاذ يقفون على احتياجات الناس الذين عجزت أيديهم أن تمتد إلى ما يعول أسرهم ويكفل حاجاتهم.. مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية تقوم بالجهد نفسه، وتعمل على تقديم يد الخير ومسح دموع المحزونين ورفع الضيم عن كواهلهم.. مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية والخيرية تبذل الجهود القصوى من أجل إسعاد الناس، وملء أفئدتهم بالفرحة والبهجة وسد حاجتهم كي لا يمدوا يداً ولا يذلوا نفساً، ولا يخفضوا رأساً ، مليونيراتنا الذين بذلت البلد من أجلهم ومن تسخير كافة الإمكانات الخدمية لتسهيل مهمتهم وللتيسير عليهم، وفتح باب الرزق أمامهم لكي يمروا في طرق الإثراء دون عناء أو شقاء، الآن مطالبون بأن يردوا الجميل وأن يكونوا عوناً وسنداً لكل محتاج يعيش على هذه الأرض..
كتب محمود الربيعي في عموده الرياضي لهـذا اليوم ::
تحدث إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة عن الواقع الرياضي وكأنه يعيش في كوكب آخر!
استخدم كلمات كبيرة وضخمة مثل الاستراتيجيات والأساليب العلمية التي تنتهجها الرعاية حالياً وتفاخر بها، وكأن هذه الاستراتيجيات التي لا نفهمها قد نقلتنا نقلة نوعية ملموسة تحول معها الأسود إلى أبيض فجأة وكأنه هو وحده الذي أحس بذلك دون خلق الله.
أي استراتيجيات يا سيدي ومجلس الإدارة الموقر الذي من المفترض أنك تعمل من خلاله لا نعرف اسماً واحداً من أعضائه، أي استراتيجيات، وأي نهج علمي، وأنت تعلن أن مجلس الإدارة القادم للهيئة سيتم تشكيله من خلال نظام أكل عليه الدهر وشرب اسمه الـ”كوتا”!!
أي نهج علمي وأي فكر استراتيجي هذا الذي تتحدث عنه وأنت تقول متباهياً إنك رصدت ما مجموعه 300 ألف درهم من أجل التدريب، وكنت أظن أنك تقصد 300 مليون درهم !
هل من المقبول أن تقول إن الهيئة لم تعمل بشكل علمي إلا من عام 2006 وكأنك تهدر 25 سنة من العمل هباء، هل كل من سبقك وكلهم رجال محترمون كانوا لا يعملون إلا من خلال أساليب عشوائية لم تقدم شيئاً لرياضة الإمارات !!
الاجتهادات الشخصية التي ترميها بحجر الآن هي التي جاءت للإمارات بأهم إنجاز أولمبي في تاريخها، وهو الإنجاز الذي حققه الشيخ أحمد بن حشر عندما فاز بأول ميدالية ذهبية في أولمبياد أثينا 2004 أي قبل الأسلوب العلمي الذي تعمل به بعامين، وبالمناسبة هذه الميدالية التاريخية التي ربما لا تتحقق مرة أخرى في الزمن المنظور تحققت باجتهادات شخصية بحتة من قبل صاحبها دون أن يكون هناك أي فضل من أي جهة رياضية في ذلك ! هذا ناهيك عن أن كل الميداليات الآسيوية التي حققها أبناء الإمارات في ألعاب كثيرة من بينها الرماية والبولينج والكاراتيه تحققت أيضاً قبل أن تأتينا الاستراتيجيات والأساليب العلمية !