عند مشاهدتنا لأحدى الأفلام أو المسلسلات نلاحظ وبشكل واضح تعابير الوجه على الممثل وحركة اليد الممثلة ، لدرجة أننا نفهم ما يود إيصاله إلينا حتى لو لم يتحدث ، ونسمي ما يقومون به هي لغة الجسـد والجوارح ، وهي من اللغات المهمة جدا والتي يجد أن نتقنها اتقانا جيدا حتى تؤثر على الآخرين أو أن نثبت لهم فكرة معينة ، ونلاحظ في أطفالنا لغات الجوارح بكثرة ، فالطفل عندما لا يحضر له والده ما يريد فإن ملامح وجهه تتغير للحزن ويبدأ بالبكاء المصطنع حتى يرق قلب أبيه ليحضر له ما يريد ، فهذه اللغة لها مفعول قوي إن كانت متقنه ، وتزداد قوتها عندما ندمج التأثير الصوتي والدليل المادي ، إذا ما هي هذه اللغة ؟ وكيف نتعلمها ؟
نتابع معكم اليوم ما تعلمته خلال دورة إعداد الخبراء والمحاضرين ، والحديث سيكون عن المرحلة الثالثة وهي التأثير الصوتي واللحن الخطابي ، وتعريفه هو استخدام جميع أنواع نبرات الصوت خلال تقديمك للمحاضرة بحيث توظفها بما يتناسب مع الكلمات التي تخرج خلال المحاضرة ، فهناك اوقات تحتاج فيها إلى رفع الصوت وآخرى تخفض فيها صوتك ، مما يعطي المحاضرة ميزة رائعة تجعل الموجودين منجذبين لك ومنصتين ، ومع التدرب واتقان المرحلة تشعر فعلا أن الصوت يٌمكن توظيفه ليكون سببا في كسر ملل المحاضرات والضجر من طولها ، بل تُعطي متعة للاستماع والاستمتاع بالحديث ، وأفضل مثال على ذلك هو قراءة القرآن الكريم ، فنلاحظ في بعض القراء عندما يقرأ آية فيها ذكر للنار يتأثر ويتغير صوته مما يؤثر على المصلين ويشعرون بهول الموقف وعظمته ، فيؤثر على عقولهم مما يجعل البعض يحاسب نفسه من جديد ، وكل ذلك من نبرة الصوت وتغيرها خلال القراء أو تقديم المحاضرة .
تحدثت سابقا عن كسر الخوف والتردد كمرحلة أولى من مراحل تقديم المحاضرة بعد الذي تعلمته من برنامج إعداد الخبراء والمحاضرين والذي قدمه الدكتور أيمن النبهان ، المرحلة الثانية والثالثة من المراحل المهمة التي يجب استغلالها جيدا عند تقديم محاضرة أمام جمهور ، فبعد كسر الخوف والتردد تتشكل لدينا الثقة التي يجب أن نقسمها إلى قسمين القسم الأول هو الثقة بالنفس في الوقوف والتقديم والقسم الثاني يأتي من خلال الثقة والإخلاص فيما تقدمه أي تؤمن بالفكرة التي تود طرحها للجمهور وهذه هي المرحلة الثانية " التحدث بإخلاص وثقة " .