وعلى الجانب الآخر يؤدي توتنهام تدريباته صباحاً على ملعب الأهلي، ومن المتوقع أن يغادر غداً إلى إنجلترا لمواصلة مشواره بالدوري ودوري الأبطال، وتابع التدريبات على الملعب الفرعي صباح أمس أعداد ليست بالكثيرة، غير أن المفاجأة كانت طلب أحد أفراد الجهاز الفني من لجنة العلاقات العامة أكياس بلاستيكية، من أجل جمع الزجاجات الفارغة، من أرضية الملعب، والتي تخلفت من الفريق، خلال التدريبات، فضلاً عن أي قمامة أخرى، تسبب فيها اللاعبون من أوراق أو غيرها.

ورفض اللاعبون والجهاز الفني التحرك من الملعب، إلا بعدما جمع كل لاعب أقرب زجاجة خالية أو أي قمامة، ووضعها في الأكياس التي وفرت فوراً لهذا الغرض في تصرف أثار استحسان الجميع.

لفت انتباهي بالأمس خبر في الملحق الرياضي لجريدة الاتحاد ، وهو  قيام لاعبي فريق إنجليزي كان معسكرا في دبي بجمع مخلفاته بعد حصة تدريبية على ملعب الأهلي ، تصرف رائع جدا ودرس مهم ، فالنظافة من الإيمان ، ولكن هؤلاء لا يعرفون هذه العبارة فيما بينهم ، بل يعرفون التأثير الإيجابي للإهتمام بالنظافة ، وإعطاء صورة مشرفة لبلدهم في بعض الجوانب ، وكان بإمكانهم ترك الملعب بمخلفاتهم دون أن يسألهم أحد أو يعاتبهم على ذلك ، ورغم الفوارق بين الكرة الإماراتية والإنجليزية فالفريق لم يتكبر أو ورفع نفسه عن الآخرين ، درس في أن النظافة والتقاط المخلفات لا تقلل من قيمة الشخص مهما كان هذا الشخص ، بل يلاقي استحسان الآخرين والتأثر به ، بل يصل بأن يكون قدوة حسنة للآخرين .

دعونا نأخذ جولة في عالمنا العربي لنشـاهد النظافة ، فللأسف الشديد ، ليس هناك اهتمام كبير في غرس مفهوم النظافة إلا من خلال الجمعيات والفعاليات والمبادرات التي تدعوا للإهتمام بنظافة المرافق العامة ، فالواقع الذي نشاهده يختلف كثيرا ، فهناك اماكن جميله شوهتها تلك المخلفات التي رمها الناس دون مُبالاه واهتمام ، مما جعلت المكان لا يُمكن استغلاله والاستمتاع به إلا مرة واحدة ، وسؤالي هل نحتاج إلى حملات لكي نقوم بالتنظيف والتقاط النفايات والقمامات في كل مكان نذهب إليه لنعطي صورة محترمة عن مجتمعاتنا العربية ، حتى يتأثرا الأخرون ويقتدوا بنا ، وتكون بلادنا تلمع من نظافتها واهتمام شعبها بها .

اترككم مع بعض الصور من هناك وهناك ، قبل تتمة الحديث :

 

 

أتذكر ذات مرة ذهبت إلى منطقة في دولتنا الحبيبة ، في مدينة العين تدعى مبزرة ، وهي من المناطق التي لا تمل من الجلوس فيها طوال اليوم ، فالمنطقة خضراء مع سلسلة جبال في أطرافها ، ومع مرور مجرى ماء ” ساخن ” مصدره من عيون كبريتيه حارة في أنحائها ، وما أروعها من مناظر عندما تكون متواجدا في الصباح الباكر وتجد الهـدوء يعم المساحة الخضراء وبخار الماء الساخن يتصاعد ليشكل لوحة إبداعية ربانية ، تلك المنطقة يُمكن لمن يزورها أن ينصب خيامه ويقضي يوما كاملا  فيها ، المشكلة تمكن في أن البعض إن لم يكن الأغلب شوه  اللوحة الخضراء ، فالبعض يغسل أطباقه في مجرى الماء الساخن ، رغم أنه غير مسموح بذلك ، والآخرين أهملوا أولادهم ونسوا أنهم في منطقة تحتاج منهم إلى احترامها والمحافظة عليها لكي يستمتع بها الجميع ، فالمخلفات منتشرة فيها لدرجة أن العشب بدأ بالاصفرار ولفظ أنفاسه الأخيرة ، والقمامة الصغيرة قد تراكمت في زوايا البقعة الخضراء ، تجعلنا نشعر بثقافة البعض في النظافة والاهتمام بالوطن ، لأنه يجب أن نعتمد على أنفسنا في الاهتمام بأرضنا ، ولا نتكل على الآخرين فهذا واجبنا تجاه وطننا الحبيب ، فإن لم نهتم بالنظافة ، من سيهتم ؟ ، بل إن اهتمام الجميع بإزالة أي مخلفات في الشوارع والحدائق توفر على الدولة مبالغ مالية في الصرف على شركات التنظيف والعمال وغيرهم  ، وما أجملها عندما نتعاون ونحافظ على مظهر الوطن ، ونجعله مشرقا من النظافة .

اخيرا ، ادعوكم من اليوم أن نبدأ في غرس مفهوم وثقافة النظافة في نفوسنا أولا ونفوس الآخرين ، وأن نعطي انطباعا حسنا عن أنفسنا وعن دولتنا ، فلنحافظ عليها ، ونزيل أي مخلفات من دون تردد ، ولنتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللهصلى الله عليه وسلمقال : ( بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك ، فأخذه ، فشكر الله له فغفر له ) رواه البخاري ومسلم ، وإماطة الأذى عن الطرق صدقة . فبادروا بالإكثار من الصدقات بإزالة الأذى عن الطرقات والشوارع بارك الله فيكم .

مصدر الخبر جريدة الاتحاد ، يوم الثلاثاء 1-3-2011 :

http://www.alittihad.ae/details.php?id=20145&y=2011

2 thoughts on “أصروا على جمع القمامة ..!!”
  1. صدقت الكثير من الناس يذهبون للأماكن العامة
    ويتركونها بأكمام الزبالة ليس كما أول ما جلسوا فيها
    ولا أعرف ما السبب مع أن دييننا الحنيف حث على البيئة
    ونظافتها والعناية بها فهي تمثلنا وتنقل صورة إن تركناها
    جميلة كانت لنا وإن تركناها خلاف ذلك فهي صورة مجتمع
    هذه الأرض ..

    بارك الله فيك وحفظك

  2. مرحبا اختي خولة ..

    اعتقد المشكلة تكمن في نفوس الناس التي لم تُغرس فيها الاهتمام بالطبيعة الخلابة ، والمحافظة على البيئة ، فهناك أناس تعرف الدين حق معرفة ولكنها لا تهتم بالنظافة …

    وسؤال كم عدد من يطبق الحديث النبوية الذي يحثنا على إماطة الاذى عن الطريق ..؟؟

    اكتفي بهذا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *