أخيرا وبعد عناء انتهت المرحلة الدراسية الأولى مع نهاية امتحانات الثانوية العامة ، وبدأت المرحلة الثانية من حياة أولادنا وبناتنا ، فهناك من بدأ رحلة البحث عن مؤسسة أو شركة تُعينه على إكمال دراسته ، والآخرين قدموا في الجهات العسكرية للدخول في الدورات التدريبية ، لعدم رغبتهم في اكمال التعليم الجامعي ، ودعواتنا لهم بالتوفيق في خططهم وتطلعاتهم ، وليعلم الجميع أن هناك مهمة أولى يجب أن يتم إنجازها على أكمل وجه ، وهذه المهمة ستكرر في حياتنا العملية ، فاجتيازها في بعض الأحيان يحتاج إلى ذكاء ومعرفة جيدة في التعامل مع ما يُطرح عليكم من أسئلة ، فهذه المرحلة يدعونها المقابلات الوظيفية ، لكنني اطلقت عليها  ” الحاجز المُمتع ” ، لأن هناك فئة تُصاب برهبة وخوف وتوتر ، وخاصة أنها أول مقابلة مع مسؤولين وربما مُدراء ، ولكنها في الأصل مُقابلة عادية نود أن نحولها إلى أمر ممتع ليكون اجتيازه بداية لمرحلة مهمة في حياتنا .

يجب أن نعلم جيدا أن المقابلات الوظيفية تختلف من مؤسسة لأخرى ، فمؤسسة ستشعر  أنها تركز على شخصية الفرد نفسه من خلال الاسئلة المطروحة ، ونادرا ما تصل إلى الاستفزاز والسخرية على حسب من سيقابلك ، لأنها كما ذكرنا تُرد أن تعرف شيئا من صفات المتقدم ، وستجد هذه الامور في المؤسسات العسكرية ، بالمقابل ستجد جهات حكومية وشركات تركز على طموح الفرد نفسه ،ومقدرته على تعامل مع المواقف التي  سيواجهها في حالة تم قبوله ، أما البعض منها فهي تهتم بالمخزون العلمي لديك ، وربما تطلب منك القيام بكتابة رسالة معينة موجهة  لجهة أخرى ، وهي أغلبها تكون لخريجي الجامعات والكليات ، لأن هذه الشركات والمؤسسات تهتم بإنتاجية الفرد أكثر من شخصيته ، فإذا كان لديه المخزون الفكري والعلمي الذي يساعد على تقدم المؤسسة وتطورها فلما لا يتم قبوله .

يتساءل الكثير من المتقدمين للمقابلات عن نوعية الاسئلة التي ستطرح ، ليكونوا جاهزين  للإجابة ، لدرجة أن أول شخص يخرج من المقابلة تنهال عليه الأسئلة وكأن في مرحلة استواجب ، ليُجهز الآخرين أجوبتهم  وما أن يجلسوا على كرسي المقابلة والابتسامة تكاد تشق وجوههم لنصفين ” لمعرفته بالاسئلة ” ، ومع أول سؤال يتحول الوجه إلى شكل آخر ، ويبدأ التوتر والتلعثم والتفكير في الإجابات وتنسيقها وتحسينها لدرجة أنك تكتشف أنه يصطنع الإجابات ، لمـاذا كل ذلك ، فالمقابلة ليست مشنقة الإعدام ، واحتمال النجاح والفشل متساوي ولكنه أيضا يعتمد على الشخص نفسه ، وسنطرح عليكم الاسئلة الاكثر شيوعا ، بالإضافة إلى بعض النصائح للاستعداد للمقابلة بطريقة تجعلك تدخلها بكل ثقة دون الاهتمام والإكتراث بأي سؤال ، إذا ما هي أسئلتهم ؟

  1. عرفنا على نفسك ؟
  2. لماذا ترغب بالعمل لدينا ؟
  3. لماذا تركت عملك السابق ؟
  4. ما هي نقاط ضعفك و نقاط قوتك ؟
  5. إذا واجهتك مشكلة في مجال عملك ، كيف ستتعامل معها ؟
  6. هل ترغب في إكمال دراساتك ؟
  7. ما هي أهدافك وطموحاتك ؟
  8. ما هو الراتب الذي تتوقعه ؟ أو قيم نفسك في أي درجة تستحق ؟
  9. هل تؤيد العمل الجماعي أم العمل الفردي ؟
  10. متى ترغب في البدء ف العمل لدنيا ؟
  11. كيف تتعامل مع ضغوطات العمل أو تعدد المهام الوظيفية ؟
  12. ما هي مهاراتك ومواهبك ؟
  13. اختبارك بطريقة ما لاستفزازك لتفقد أعصابك ؟
  14. معلومات عامة أو سؤال عن الجودة مثلا أو التخطيط الاستراتيجية .

هذه معظم الاسئلة التي ستواجهها في المقابلات ، وهنا أود أن اذكر أني قبل سنتين كانت لي مقابلة لوظيفة ، وتم طرح أسئلة  عادية منها ” عرف عن نفسك ” ” ذكروا لي موقف وكيف سأتعامل مع الموقف ” ” تحدثنا عن مهاراتي ” وتم سؤالي عن دراستي ” ، ولله الحمد تم قبولي بعد المقابل بـ 3 ساعات ، فالاسئلة ليست العائق الكبير ، بل هو قدرتك على الإجابة على كل سؤال بطريقة مناسبة تُشعر الآخرين بشخصيتك وقدرتك على إثبات نفسك ، واذكر قصة قريبة حدثت مع أحد الزملاء ، حيث تم مقابلته ، وطُرح عليه سؤال ” أين ترغب أن تعمل ” فقال ” أنا مثل السيف وين تحطني( في أي مكان تضعني )  أقطع ” فرد عليه المسؤول ” من علمك هذا الرد !! ، لاحظوا حتى المسؤولين لديهم القدرة على اكتشاف إجابتك إن كانت مصطنعة أم لا ، وماذا ستتوقع من أشخاص لهم باع طويل في مجال المقابلات ، فكن حذرا وذكيا ، واستمتع بأسئلة المقابلات ، ولا تخشى أحد ولا تهربك حواراتهم ، فهو حاجز ممتع يُمكنك إجتيازه .

تــدريب :

يُمكنك عمل التدريب التالي للاستعداد على المقابلات ، وهي قمت باختيار 4 أشخـاص من زملائك أو اقاربك .. ويُفضل أشخاص لديهم خبرة في المجال الوظيفي ، وقم بعمل بروفة على المقابلة بحيث يتم طرح أغلب الأسئلة عليك ، وتقوم بالإجابة عليها وكأنك في مقابلة رسمية ، ودعهم يقيمون أداءك في المقابلة ، حاول أن تعرف أكثر الأخطاء التي حدثت وتتجنبها في المرة القادمة .

إذا كانت لديهم أسئلة خاصة بالمقابلات لم اذكرها ، فانا انتظر تفاعلكم معي ..في المرة القادمة ستكون المهمة الثـانية ” قاعة المقابلة ”  انتظروني ..

2 thoughts on “المهمة الأولى : حاجز المقابلات المُمتع”
  1. الله يوفقني واصل لهذه المرحلة لان للان ليس لدي اي مقابلة
    مع أني علمي ونسبتي عالية تقيمي A
    أتمني الله يوفقني واحصل منحه في مجال الهندسة

  2. ربي يوفقك اخوي في جميع مقابلاتك ..
    وتابعنا فهناك مرحلة ثانية من المقابلات وهي كيف تجهز نفسك للمقابلة ..
    وإن شاء الله تحقق كل أمنياتك وطموحاتك ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *