e9d4rp6

خدمة وطن كلمتين مترابطتين لا يعرف معناها جيـدا إلا قلة من الناس الذين يعيشون في هذا العالم الكبير ، خدمة وطن من الضرورات التي يجب أن توجد في كل دولة من دول العالم ، خدمة وطن صورة مشرقة لدول متقدمة في مجالات عدة ومتميزة عن الدول الآخرى ، والتميز لا يأتي إلا من خدمة وطن ، هاتين الكلمتين لو يعلم شعبنا المعنى الحقيقي لهمـا لوجدنا دولتنا من أفضل دول العالم بل لأنحسرت المشاكل الكثيرة التي تواجه المسؤولين والمدراء كل يوم من قبل الجمهور ،وما اروعهما من كلمتين وخاصة عندما تسمعها من شخصية مهمة وكبيرة وهو يقول أنت هنا في خدمة وطن ، فخدمة وطن واجب على كل شعوب العالم ، ولكن يجب أن نتبه أن لا نكرر الكلمة لفظا وننسى الفعل ، فهناك من ألسنتهم تعبت من تكرار الكلمتين من دون فعل ولا عمل ، والسؤال المهم والذي نبحث عنه في كل مكان ألا وهو هل أنت في خدمة وطن ؟ وهل تعرف معنى خدمة وطن ؟ فبالله عليكم اخبروني ما هي خدمة وطن ؟عندما تذهب ولأول مرة في حياتك لإحــدى الدوائر الحكومية أو فلنقل نأخذ جولة على دوائرنا الحكومية ونجرب التعامل مع أغلب الموظفين لوجدنا اختلاف كبير في تعامل في كل دائرة ، فهذا موظف محترم ، وذلك موظف متكبر ، وتلك الموظفة محتشمة وتعاملها رائع بينما تلك ترفع رأسها وتصرخ على المراجعين وكأنها في بيت أبيها ، والمدير خلال عمله في خمسة سنوات مشغول ولا يمكن الدخول عليه إلا بالفيتامين الخاص ، ومدير آخر مكتبه مفتوح طوال فترة العمل لجميع المراجعين ، تلك الفئات وغيرها نشاهدها ونتعجب من هذا الإختلاف في تلك المعاملات ، حتى قال احد المراجعين أنه يجب على المسؤولين النظر والإستفادة من المؤسسات الآخرى في تعاملها مع المراجعين حيث وجد التعامل المحترم والتنظيم وعدم تأخير في خدمة المراجع ، هذه آراء والآراء تختلف حتى المسؤولين أنفسهم البعض منهم في إحدى البرامج يتحدث ويصرح في الصحف عن دائرته والتعامل الممتاز مع المراجعين إلى آخره من الكلام ولكن عندما تقوم بزيارته فإنك بحاجة لأيام وربما اسابيع وشهور لمقابلته ، وهنا تتساءل لماذا هذا الإختلاف ؟ لماذا لا نجد التنافس في تقديم التعامل المحترم مع المراجعين وخروجهم من المكاتب مبتسمين وراضين ، والجواب ببساطة “خـدمة وطن ” .

هناك امر ربما لاحظه الأغلب إن لم يكن الجميع وخاصة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وبالتحديد البرامج التي تكون حلقة وصل بين الجمهور والمؤسسات والمحاولة على الوقوف على مشاكلهم وحلها والملاحظة هي خوف بعض المسؤولين عن الحديث للإعلام والتهرب من المواجهة بطرق مختلفه منها عدم الرد على الإتصالات التي تأتي من الإعلام ، بل بلغ بأحدهم أنه أغلق الهاتف على الإعلامي الذي يقوم بدروه في البرنامج الإذاعي والذي يتابعه الجمهور ، ماذا ستشعر عندما تسمع أو ترى بهذا التصرف الوقح ، يأتيك أمرين الأول أن هذا المسؤول على خطأ ويخشى أن ينفضح وخاصة أن بعض المُذيعين لديهم اسلوب قوي في التحاور بين طرفين وإظهار الحق ، والأمر الآخر أن ذلك الشخص مع كل الإحترام والتقدير لا يملك ” خدمة وطن ” .

خدمة وطن تحتاج إلى شخصيات بمواصفات معينة ، فليس كل شخص يعمل ويجتهد لديه خدمة وطن ، فالمواصفات المطلوبه وأهمها الخوف من الله تعالى أولا وآخرا ، ومن ثم الإخـلاص في العمل والإجتهـاد على تأديته على أكمل وجه وعدم اكل حقوق الآخرين ولا حتى حقوق المراجعين ، وأيضـا الإحترام في التعامل ومواجهة الجمهور في جميع الأمور دون التفكير في إغلاق الأبواب في وجوههم حتى لو وقع المسؤول في الخطأ ، فالإنسـان غير معصوم من الخطأ ، والخطأ الأكبر أن تُخطئ وتهرب خوفا من أن تُفضح أو خشية من محاسبة الآخرين لك ، خـدمة وطن بحاجة لأشخاص يحملون هذه المواصفات ، بل إن أخطأ يقف أمام الجميع يعترف بخطئه فهذا أجمل ما في التعامل مع الآخرين وهو الإعتراف بالخطأ بدلا من الإصرار على أنك على حق وانت في الأصل على خطأ ، وما يرسم البسمة على وجوهنـا هو وجود شخصيات تحمل خدمة وطن ولله الحمد ، شخصيات لا تخاف في الله لومة لائم بل تسعى لإظهـار الحق وعدم الهروب ، وإن شاهدوا الخطأ حاولوا تعديله والوقوف على أسباب ظهوره ، فهؤلاء هـدفهم أول مرضاة الله تعالى ومن ثم خدمة الوطن ، وما علينا إلا أن نقول الله يكثر من أمثالهم .

 

Comments are closed.