خدمة وطن هذه كلمتين المهمتين في حياتنا اليومية ما زلنا نكررها بالكلام وبالأفعال ، وما اجملها أن تكون أفعـال على أرض الواقع ، لأنها تحقق الهدف المرجو منها ، ومحاولة لرد جميل ما قدمه الوطن الغالي لنا خلال السنوات الماضية والذي ما زال يقدم لنا الكثير الكثير ، خدمة وطن هي سبب من اسباب الرقي بالوطن لو كل شخص على أرض الإمارات جعل هذه الخدمة شعاره له ، لصلح مجتمعنا ونُقي من الفساد المنتشر في بعض الاماكن لأنها وباختصار خدمة نبيله وشريفة لا يعلم المفعول السحري لها إلا من استخدم هذه الخدمة ، فهذه الخدمة دائما وابدا تقف بجوار مستخدميها وتقدم الكثير لهم لتحقيق أهدافهم التي تكون من ضمنها خدمة الوطن ، فعلينا من الآن ان نحاول بما نملك أن نُفعل هذه الخدمة لتبدأ في العمل ومن ثم تحقيق النتائج الإيجابية لها .

 

هناك فئات في مجتمعنا يعانون كثير في حياتهم ، والسبب ربما يكون متعلق بوظيفة أو بمشاكل مادية ، أو إهمال من قبل المسؤولين لهم ، ولكن خدمة وطن تتواجد في مثل هذه الظروف الصعبه على هذا الشخص ، فالتفكير البسيط في كيفية استخدام هذه الخدمة والإستفادة منها في تلك الظروف ستسُهل الامور وتفتح الأبواب بعدما كانت مُغلقه ، ومن هذه الفئات العاطلون عن العمل ، واصحاب المواهب الذين لم يجدون اهتماما لمواهبهم لصقلها واستغلالها ، فخدمة وطن معكم أينما كنتم ، فهلموا معنا لنعرف عن هذه الخدمة في كيفية استغلالها بالشكل الصحيح في هذه الظروف ، حتى يعلم الجميع أن ما يقوم به الفرد مهما كان صغيرا وبسيطا فهو يدخل في خدمة وطن إن أراد ذلك .

 

الصبر والإجتهاد جزء من خدمة الوطن ، وهذا ما نُريده في كل عاطل عن عمل ، ونتفق بداية على ان العمل كرامة وليس إهانة مهما كان بشرط الكسب الحلال ، وهذا ما لا يوجد في اغلب عقلياتنا ، فالأغلب يبحث عن الوظيفة ذات الدخل الكبيرة والمكان المحترم ، وإن لم يجد فيفضل الجلوس في المنزل على أن يعمل في مهنة سـائق أو أقل من هذه المهنة ، وهنا يبقى عاطل العمل في البيت ينتظر العمل ، والسؤال لماذا لا نوجد عمل لانفسنا ويدر علينا دخل ولو كان بسيطا ويكون خدمة للوطن في نفس الوقت إذا كانا لا نرضى بالأعمال الصغيرة والتي ينظر لها المجتمع نظرة دنيوية ، كمثال هناك شباب لم يجدوا العمل الذي تمنوه ، ولكن فجأة نجده فتح له محلا لأقمشة الرجال او أي نوع من مجالات التجارة ، وبدأ في العمل فيه والكسب منه ومع الايام يتطور المحل ويكبر مع تواجد هذا الشاب وإصراره على النجاح ، أليس كل هذا يعتبر خدمة للوطن ؟

 

مثال آخر أصحاب المواهب مثل مواهب التصميم على برامج الكمبيوتر ، فيمكن لهذه الموهبة أن تستغل في عمل تصاميم لمحلات أو تصاميم تُطبع على لوحات وتُباع ، وكما ذكرنا أن المسالة بحاجة لصبر واجتهاد ، واتذكر كثير من المصممين تم تقديم عرض لهم للتصميم مقابل مبلغ مادي لن يحصل على نفس المبلغ لو عمل في وظيفة ومن بعدها يبدأ الموهوب بمشروع كمحل للتصميم أو فتح معارض لتصاميمه وتكون معروضة للبيع وهذا المجال جيد جدا فهناك الفئة المهتمة في مثل هذه الأمور وهنا يكون لهذا الشاب وظيفة وعائد ممتاز ، والموهبة تلعب دور في استمرار هذا العائد فعلى الشخص العمل والعمل وعدم التوقف ، وهناك مجالات اخرى يمكن لكل شخص أن يحولها إلى عمل يدر عليه دخل ثابت ، والمسالة صبر واجتهاد ، ويسال البعض كيف نجد خدمة وطن في هذه المجالات ، كالتصميم مثلا ، واعتقد أن مجرد قيام الشباب بذلك العمل يعد خدمة للوطن وغير ذلك هناك مناسبات كثيرة في دولتنا يمكنك من خلالها تقديم نفسك بدلا من الشركات التي يكون البعض منها استغلاليا ومحتالا ، وهناك امثلة لم يتم ذكرها كمثال بسيط هناك الشباب ذو المواهب في صنع السيارات بأشكال رائعة جـدا وهي تُعرض في معارض السيارات ، واتذكر ايضا خبر عن شركة صينية اشترت جهاز من رجل قام باختراع جهاز لفصل التمر وآخر يضع مشاريع وأعمال كلها تصب في خدمة الوطن ، وكل ذلك بحاجة لمن يحتوي تلك المواهب لتصب خاماتها في الوطن بدلا من استغلالها من الخارج . فهذه هي خدمة وطن وكيف تقف معنا بمجرد جلعها شعارا دائما في أعمالنا الصغيرة والكبيرة ، فكلما زاد مفهومنا لخدمة الوطن كلما زاد إنتاجنا من أجل الوطن وزاد إصرارنا في القيام بأي عمل مهما كان لرد جميل وطننا الغالي .

 

هذه هي خـدمة وطن ، وهذا عملها ، وهي امامكم الآن بل وفي كل مكان ، كل ما علينا هو أن نبحث عنها ونجعلها في قلوبنا ، ونبدأ بالعمل ، فمأ اجمل الأعمال التي تُنجز وتكون خدمة الوطن حاضرا فيها ، بل لو كل إنسان وضع خدمة الوطن نصب عينيه ، لحلت الراحة في العمل والسعادة ، فأنت وهي وهم وجميعنا يجب علينا من الآن التعمق في معاني ومفاهيم خدمة وطن ، فهذا واجب علينا في كل ما نقوم به في حياتنا ، فهل هناك من يعمل عملا لا يُريد به خدمة وطنه ، وكيف سيكون الحال لو كنا خارج الخـدمة مؤقتا ، تخيل وتفكر ، فخدمة وطن بين يديك .