بالأمس كنا نستعد له ، واليوم نحن نعيش معه ، وغدا نبكي لوداعه ، شهر رمضان شهر القرآن والرحمة والغفران والعتق من النيران ، شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، شهر ثابر فيه المثابرون واجتهد فيه المجتهدون ، فهنيئا لم استغل الشهر وتاب وكُتب من عتقاء النار ، وأما من فرط فيه ، والتهى بالدنيا وما فيها ، فنقول له الوقت حان ومازالت أبواب الخير مفتوحة ، ويد العزيز الجبار مبسوطة لمن أراد التوبة النصوحة ، فهلا يا أخي المسلم تشد مأزرك وتُعلن التحدي للإنطلاق في السباق لتصل إلى بر الأمان وانت تحت ظلال عرش الرحمن .
اقبل علينا شهــر رمضـان ، شهر القرآن ، وشهر الرحمة والغفران ، وشهر العتق من النيران ، أوله رحمه ،أوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، هذا الشهر العظيم الذي تشتاق إليه النفوس في كل سنة لاستغلاله في العبادة والتقرب من العزيز الجبار ، هذا الشهر الذي به ليلة خير من ألف شهر ، وهي ليلة القدر ، فهنيئا لكل من استغل هذا الشهر الإستغلال الصحيح في العبادة والذكر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله لكل من أضاع هذا الشهر في السهر في الحفلات الليلة والتي تكثر فيها المنكرات والعياذ بالله .
أنت مســلم ..
وهو مســلم .. وجميعنا مسـلمون .. نعم نحن مسـلمون نؤمن بالله ربا وبالإسـلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسـلم رسـولا ونبيا ، اختلفت ألسنتنا ولهجاتنا وأيضـا عاداتنا وتقاليدنا وبالرغم من ذلك مازلنا مسـلمون منتشرون في أماكن مختلفة من الكرة الأرضـية ، وجميعنا يعلم ما أحدثه الإسـلام في مَن دخل فيه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسـلم من الاحترام والتسامح في تعاملات الناس مع بعضهم البعض ، والمؤاخاة بين المسـلمين مهما اختلفت ألوانهم وأشكالهم ، وهو الدين الوحيد الذي لن نجد أفضل منه وخاصة في جانب التعاملات حتى مع الكفرة فوجب علينا احترام الاتفاقيات والمعاهدات معهم دون نقض العهد ، وسيرة رسولنا الكريم غنية بالتعاملات معهم ، ولكن لو نظرنا اليوم في تعاملاتنا مع بعضنا البعض وقمنا بتحليلها وقارناها بالمعاملات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عهد الصحابة رضوان الله عليهم ، لوجدنا أن تعاملاتنا انحرفت كثير عما كانت عليه ، وانتَهك البعض الأخلاق الإسـلامية في تعامله مع الآخرين ، ونسى الإسـلام في احتكاكه مع الآخرين ، فتنطلق الشتائم والألفاظ البذيئة .