الحمد لله على نعـمة الإسـلام التي أنعمهـا علينا ، ونحمد لله ونشكره أنه جعلنا مسلمين مؤمنين ، وكل يوم ندعوا  الله تعالى أن يدخل الناس في الإسـلام ويعرفوه حـق معرفة ، فدين الإسـلام هو الدين الوحيد على وجه الأرض الذي أعطى كل ذي حق حقه ، وعدل في جميع المعاملات في حياتنا اليومية ، ودعا إلى التسامح والأخلاق الفاضلة ، ولا يمكننا  الحديث عما قدمه الإسـلام لنـا ، ويكفي أن نقول أنه النور الذي يهــدينا إلى صراط المستقيم ، والحمد لله أننا نسمع في هذه الأيـام عن دخول الكثير من الناس في الغرب للإسـلام والسبب رؤيتهم للتعامل الإسـلامي السمح ، الذي لن يجدوه في دين آخر ، فهذا الدين هو الدين الحق ، هو الدين الذي يجب على جميع من في الكون أن يكونون تحت ظله ، والأدلة واضحة من حياة رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وكيف غير الإسـلام حياة الجاهلية إلى حياة إسـلامية يسودها التسامح والتعاطف والإحترام والاخوة في التعاملات ، والإلتزام بما شرعه الله تعالى على عبـاده ، فعلينا ان نحمــد الله كثيرا ونشكره ونحمده على هذه النعمة العظيمة .

حالنا اليوم يراه البعض جيـدا ، ودائما نقول بعد كل أمر سيئ أن الدنيا بخير ، وهناك وجوه  الخير ، وغيره  من عبارات التفاؤل ، ولكن الموضوع جد خطير هذه المرة ، لأننا لو شعرنا به لشككنا في إيماننا وإسـلامنا ، بل لقمنا بإعـادة تهيئة لأنفسنا ، وخاصة الفئة التي لا تعلم شيئا عن ديننا إلا الفرائض ، فهي الأقرب للتأثر بقضيتنا والتي تتكلم عن فئة من الناس منقسمه إلى قسمين فالأولى تعمل الخطأ بنية الخير ، والثانية تعمل الخطأ بنية الشر ، والأولى سببها في الخطأ قلة العلم والحصول على المعلومات من مصدر غير موثوق به ، أما الثانية فهدفها تشويه الإسـلام  وهي قاصدة الشـر ، والحديث عن الأولى لأنها متواجده بكثرة بيننا وخطرها أكبر مقارنة بالثانية ،  ويجب علينا التحـري في كل الامور الإسـلامية حتى نعرف هذه الفئة ، ونضرب مثال عليها وكما يعرف الجميع أن هناك أمور في الإسـلام موجودة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بشكل واضح للعيان ، ولكن عندما ياتي احد من أهل العلم أو من عرف كلمتين في العلم الإسلامي ليقول أن هذا الأمر مكروه ، والقرآن الكريم ذكر الأمر بانه حرام ، أليس هذا بتشويه لأمور الدين ؟ وأليس تغير حكم في امر إسلامي ورد في القرآن الكريم صراحة هو باب من أبواب التساهل في الدين ، انظروا الآن وتابعوا بعض الفتاوي التي تصدر ، فنجد أمر إسـلامي معروف حكمه مسبقا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، ولكن نجد فيه مليون فتوى ، وكل ذلك يقع تحت مقولة تخفيف على المسلمين ، وأن دين الإسلام دين يسر وليس عســر ،  ونحن نتفق على ذلك ، ونعلم أن النية نية خير ، ولكن ليس هكذا تتغير أمور الدين  ، وحتى لو كان التغيير بسيطا ، فالخير يكون بتوضيح الامور لا بتغييرها  ، فانظروا  إلى الحجاب  ، كم من فتوى كانت في الحجاب ، وهناك آية قرآنية واضحة تتحدث عن مسالة الحجاب ، وبل وعلماء الإسـلام وضحوا الأمور المُبهمة للمسلمين ، ولكن مازال هناك طلبة العلم أو من اطلقوا على أنفسهم علماء من  قراءة كتاب ديني   يطلقون أحكاما في هذه المسألة ، ألا يكفيهم حال الأمــة في الوقت الحاضر والذي تعاني منه لكي يتحركوا ويقدموا ما لديهم من العلم لإعـادة أمة الإسـلام .

ومن الامور الأخرى  ، الأنـاشيد الإسلامية وكما يعلم الجميع كيف هو النشيد الإسلامي الأصيل ، بدون آلات عزف ولا مؤثرات صوتيه وغيرها من الأمور المحرمة ، ودائما كانت الأناشيد الإسلامية هي البديل الإسلامي للاغاني الهابطة ، ولكن اليوم ظهرت لدينا الأغـاني الإسلامية والتي أتى بها مجموعة من المنشدين المسلمين في الغرب ، وهم معدودين على الأصابع ، أتو إلى بلادنا ونشـروا الأغاني الإسلامية بيننا ، فضاعت هوية النشيد الإسلامي ، بل العجيب في الأمر والمحزن كثيرا ، هو أن هناك من افتى بحرمة الأغاني والمعازف ، ولكن في الأغاني الإسلامية ، حللها وسمح بهـا ، ولا ادري من أين اتى بذلك ؟ فأصبح البعض يسمع الأغاني الإسلامية ، وعندما تسأله عن حرمتها يرد عليك بأن الشيخ الفلاني افتى بعدم حرمتها ، وعندما تفاجأه بأن الامر حرام كما جاء في القرآن الكريم فيلزم الصمت  ولا يتكلم أو يقول هذا عالم دين وهو ادرى منك ومني ..إلخ

العلم قال الله قال رسوله إن صح           والإجماع فاجهد فيه


وحذار من نصب الخلاف جهالة          بين الرسول وبين رأي فقيه

أمر آخر أيـضا الزاوج ، فالجميع يعرف الزواج الصحيح ، ولكن نجد الآن هناك من يُـوجد نوعا جديدا من الزواج وهو زواج الصـديق ، وهو خاص للمغتربين الضعفاء أمام ملذات ومفاتن الدنيـا ، وهدف واضح من أنه تيسير للمسلم في الغرب ، ولكن أليس هذا نوع من الزواج حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الزواج بنية الطلاق وهذا هو مفهوم زواج الصديق الذي ظهر خلال الفترات الماضيــة ، نية خير ربما تصبح مع الأيـام فساد للمسلم ، بل إن أغرب الفتاوي وأعجبها هي فتـوى الرضـاعة والتي اطلقها احد الشيوخ بحجة  الخلوة الغير شرعية بين الموظف وزميلته في المكتب حيث على الموظفة إرضاع زميلها حتى لا تكون هناك خلوة مُحرمة بينهمـا .

نعم ، هناك مشـوهين للإسـلام ، يحاولون التخفيف علينا ، وتيسير أمور الإسـلام ، والتخفيف يجب أن يأتي على أمور مُبهمة على المسلمين لا يوجد لها حكم في القرآن والكريم والسنة ، فتكون هناك اجتهادات من علماء المسلمين من يُعرفون بالثقة ، وليس كل من تعلم علما في الإسلام نقول عنه عالم دين ، ونُجيز له الإفتاء ، هذا ربما يُفتي بنية الخير ولكنه يقع في اخطاء كبييرة مقارنة بعالم دين يعلم ويعرف كيف يُعطي الناس فتوى تسهل لهم امور دينهم وتيسر لهم ، والفتوى لا تكون في امور حدد الله تعالى في كتابه حكمها بالتحريم أو التحليل ، فيجب علينا الإنتباه جيدا اليوم لهذه الفئة حتى لا نرتكب أمورا نظنها عادية وهي عند الله كبيرة والسبب فتوى ممن يدعون العلم والمعرفة .

والمشكلة الأساسية هي في فهم شباب العلم وبعض المُفتين لعبارة إن الإسـلام دين يسر وليس دين عسر ، فيذهب ويطلق الفتاوي بهدف التيسير ولكنه في الأصل  تشويه لأحكام الإسلام ، كمثال متى يحل للمسلم ان يأكل لحم الميته ، والجواب هو عندما يكون مضطرا كأن يكون في صحراء ولا يجد طعاما ويبلغ الجوع شدته لدرجة أنه سيشرف على الهلاك  فيضطر لأكل لحم الميته بما يسد رمقه ويرفع جوعه ، وليس لدرجة الإشباع ،  وهنا الإسلام دين يسر ، ولكن عندما يشعر الإنسان بجوع وذهب مباشرة واكل لحم ميته وليس لديه من الطعام ، ويتعلل بذلك أن الإسلام دين يسر ، وهذا ما قام به تنطبق عليه يُسر الإسلام ؟ هناك فرق .

لكل مشكلة حـل ، ونحن نقف الآن امام قضية تحتاج وقفة جادة لكي نُخفي ما نراه اليوم من أمور تشويهية للإسـلام ، حيث أن الأمر في ازدياد خلال السنوات الماضية ، والخوف مما سيحل بنا في حالة الزيادة المطلقة في إطلاق الاحكام بهذه الطريقة العشوائية من كل من تعلم حرفين في امور الدين ، وكأهم الحلول وهي تشكيل لجنة كبرى من كبار علماء الدين والمعروفين بالثقة ، لتوضيح امور الدين للمسلمين في العالم الإسلامي بأكمله ، أي أن هذه اللجنة لن تكون تابعة لدولة أو منظمة بل تكون مستقلة ترعى امور المسلم من أحكام في المعاملات اليومية ، وحتى الفتاوي في امور الإسلام لا تصدر إلا من هذه اللجنة حتى لا يرجع الناس إلى كل من قيل عنه شيخ أو عالم للحصول على فتوى ، ويكون دور هذه اللجنة واضحا للجميع ويجب ان تجد الدعم من الدول الإسلامية حتى يمكن ان تقف على رجليها وتقوم بدورها بشكل صحيح وعلى منهج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم يجب أن تكون هناك التوعية الدينية للمسلمين ، حيث أن البعض يجهل امور دينه فيأخذ أي فتوى يسمعها ويعمل بها وربما يُعلم غيره ، فالله الله يا مسلمين والحذر الحذر من مشوهي الإسـلام ، وحتى لا يظهر لنا إسـلام جديد على أهواء المشوهين أو الغربيين ، وأخيرا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : (  يأتي على الناس زمان يكون القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ) .

One thought on “:: مُشــوهي الإســلام ::”
  1. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    الحمدلله رب العالمين على نعمة الإسلام ، نحمدهُ و نشكرهُ على هذهِ النعمة

    عندما أرى أحداً دينه غير الإسلام أقول الحمدلله على نعمة الإسلام

    ما أجمل الدين الإسلامي ، دين حق

    بصراحة أتعجب كثيراً من طرح تلك الفتاوي التي لا أصل لها

    أحاديث نسبت لـ رسول الله صلى الله عليه و سلم

    كيف لهم طرح مثل تلك الأحاديث و نسبها لـ المصطفى

    لماذا تنشر تلك الأحاديث ، و ما الهدف منها بصراحة فكرت كثيراً بذالك الأمر

    و توقعت أن يكون ذالك تشويه لـ الدين الإسلامي

    و بصراحة إذا كنت مسلم و وددت أن تعرف حكماً ما

    فقط أقرأ القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة

    و ستجد ظالتك هناك ، لأن القرآن الكريم أيات من ربنا عز و جل

    و السنة النبوية الشريفة أحاديث المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام

    و إلى أولئك الذين يشوهون الدين الإسلامي ، أسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم

    و أسأل الله الهداية لـ كل مسلم و مسلمة و لـ كل إنسان على وجه الأرض

    و عسى أن يرشدنا الله تعالى لـ طريق الخير

    و بارك الله فيك يا أستاذ عبيد على هذا الطرح القيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *