تمر في حياة الإنسـان الناجح الكثير من المواقف والأحداث التي يجب أن يتعامل معها بأسلوب معين لكي لا يتأثر نفسيا بها وتؤثر على نجاحاته وفي نفس الوقت يكون رد واضح وصريح منه على الأشخاص الذين كانو سببا في تلك الأحداث وإيقافهم عند حدهم ، ففي حياتنا نواجه نوعيات كثيرة ومختلفة من البشر الذين يكون لهم تأثير الإيجابي عليك أو تأثير السلبي الذي ربما يكون سببا في توقفك في محطة من محطات النجاح وربما يصل الأمر إلى توقفك بشكل كامل وتأخرك للخلف على حسب قوة التأثير وطريقتك في مواجهتها والتغلب عليها ، فإما تتصرف بالشكل المناسب لتلك الأشكال وهكذا تكون لك ميزة تتميز بها عن الآخرين ، أو تتصرف بالشكل الخاطئ فيؤثر ذلك على شخصيتك وعلى نظرة الآخرين لك ، لدرجة البعض سيأتي إليك لينصحك ويقول لك " كبر عقلك ، فأنت الكبير " .

يظن البعض أن طريق النجاح سيكون مفروشا بالورد في عندما يجتاز أصعب الحواجز ، وأنه لا يحتاج إلى أساسات أخرى لتُمهد طريقه ويكتفي بما لديه ، وهذه من الاخطاء التي يقع فيها الأغلبية ، لأن النجاح ليس مقتصر على الخطوات التي ذكرناها في الحلقات الماضية ، بل تحتاج إلى تدعيم بمُكملات تجعل نجاحك في أحلى صورة من دون أن يكون هناك تناقضات في شخصية الناجح ، وأيضا قبول من الجمهور المحتك بهذا الفرد الذي يدعي النجاح ، فمثلا كيف تقول أنك إنسـان ناجح ومخزونك الثقافي قليل ، لهذا نقول لك اهتم بالقراءة وتثقيف نفسك لأهمية ذلك في بناء شخصية الفرد الطامح لتحقيق الأهداف والوصول إلى اعلى القمم بالطريقة الصحيحة ، والقراءة كما نقول غذاء الروح ، فإن لم تٌغذي نفسك فستكون إنسان ميت ثقافيا .

إن من أهم الأمور التي يُمكن أن نجدها ونُميزها في الناجحين أنهم يتواجدون دائما في المقدمة وفي الصفوف الأولى ، ففي هذه الحياة تمر علينا دروس قيمة وشخصيات تملك الخبرة في مجالات كثيرة ، ولن نستطيع الاستفادة واكتساب خبرات السابقين إلا إذا كنت في الصفوف الأولى، ومزاحما لإحتلالها قبل أن يسبقك الآخرين ، وكما في المسجد وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه " خير صفوف الرجال أولها .. " ونحن نقول خير صفوف الناجحين أولها ، لذا من يُفكر في إستكمال خطوات نجاحاته عليه أن يضع الصف الأول في الإعتبار ويُنافس عليه لأن الصفوف الأخير لن ينظر لها أحد .


إن الإنسان الناجح والباحث عن تحقيق الأهداف والوصول إلى منصات القمم عليه أن يهتم بنفسه جيدا عندما يبدأ بشق طريقه لتحويل الأحلام إلى واقع ملموس ، فهذه النفس مثل الوعاء يجب عليك ان تملأها بما يتناسب مع تطلعاتك وطموحاتك ، وهنا أقصد بأن عليك أن تدربها وتطورها ، فمن يريد الطيران فعليه تعلم الطيران ، ومن أراد السباحة فعليه غرس المهارات التي تُساعده على تحقيق ذلك ، ففي الدول الأجنبية عندما تبدأ ملامح الابداع في الظهور على الأطفال حتى يبدأ معها عملية صقل تلك المواهب وتوفير كل ما تحتاج إليه ، ليتم الاستفادة منها في المستقبل وتحقيق النجاحات من خلالها ،وربما تلك الموهبة تكون سببا في ثراء الشركات ودخولها لعالم الكبار ، إذا الموهبة مع وجود التدريب والتطوير تُعطينا نتائج نفاجئ بها الآخرين لتقودنا إلى قمم ومنصات النجاح .
إن النجاحات التي تتحقق ليست نتاج يوم أو يومين ، بل هي أهداف طويلة المدة نحتاج للعمل من أجلها شهـور وسنوات حتى يُمكن أن نحققها ونُنجزها ونقول أننا فعلا أصبحنا ناجحين ، أي أنها تحتاج إلى الصـبر ، وما بعد الصبر إلا الفرج والوصول للهـدف ، " فمن زرع حصد ، ومن سار على الدرب وصل " أي مهما كان طول الدرب ففي النهاية ستصل إلى وجهتك التي حددتها ، واعتبر الصبر بمثابة خطوة أساسية للباحثين عن النجاح وخاصة النجاحات الكبيرة والتي تحتاج لوقت طويل وخطط خمسية وعشرية لكي نتذوق حلاوتها ، فكما يُقال الذي يأتي بالسهولة من الممكن أن يذهب بسهولة ، بينما الذي يأتي بالصعوبة وطول الصبر يدوم لفترات طويلة ويستمر ، فسأل نفسك قبل أن تبدأ هل أنت مستعد للصبر وتحمل فترة طويلة لتحقيق ما تتمنى .
أكملنا ولله الحمد عشر حلقات في خطوات النجاح ، وبقي لدنيا عشر حلقات أخرى ما هي إلا مُكملة للحلقات السابقة ، فالإنسـان الذي يثق في ربه ويثق في نفسه ويُخطط ، ولا يتوقف عند العثرات والعقاب هو إنسـان ناجح ، ولزيادة جرعات النجاح كانت هذه الحلقة لتكون جرعة أولى من أجل إكمال مسيرة النجاح الذي لا يتحقق إلا إ ذا كنا نحمل بداخلنا إصـرار وعزيمة تدفعنا للأمام دون التوقف أو إعطاء مجال للإحباط ، فهناك في حياتنا أناس كُثر ناجحين ، ولكن نجاحاتهم مؤقتة لأنهم لا يملكون العزيمة القوية ، مثل الطالب فهو يمر خمسة مراحل علمية في حياته ، وهو يحدد أين يتوقف ، فهناك من تخرج من الثانوية وبدأ بالعمل ، وهناك من أكمل الجامعة وتخرج ، وهناك من تخرج من الجامعة وأكمل الماستر والدكتوراه ، بالرغم من أن جميعهم نجحـوا إلى أن من حصل على الدكتوراه كان ذا عزيمة وإصرار أقوى من الآخرين فكان هو الأنجح من بينهم .
عندما يتعلق الموضوع بالنجاح فيجب علينا الحديث عن التخطيط وترك العشـوائية في العمل ، واليوم نكملها بالتفكير قبل القيـام بالأمـور ، ونتذكر تلك العبارة التي تُقال عندما يُخطئ أحدنا في حديثه فيقول لك " أوزن كلامك قبل ما ترمس " يعني فكر فيما تقول قبل ما ترمي الكلمة بدون تفكير ، وهذه النقطة نجدها مفقودة في البعض ، حيث انه يقـوم بالعمل بدون تفكير لهـذا يجد بعد فترة أن ما قام به كان فاشلا ويحتاج إلى تعديل ، والخلل يكمن في عدم التفكير فيما قام بــه ، والتفكير أو التخطيط من النقاط المُهمة في حياة كل إنسـان ، بل إن هناك شهادات عالمية تُعطى في التخطيط والتنظيم لأهميته في الحصول على نتائج ومُخرجات جيدة مما يُعطي للمشروع النجاح وكل ذلك كان بس وجود خطة واضحة له وسنضرب لكم مثـال على ذلك .
" الفشل هو البداية والنجاح هو الأخير " هذه كلمات أنشـودة تدعوا إلى أن الفشل هو بداية النجاح ، حيث هناك فئة تقف كثيرا عند الفشل رغم أنه جزء من النجاح ، فلا يُمكن لأي إنسـان أن يحقق الأهـداف إن لم يتعرض للعقبات ، بل يصل الأمر إلى بعض العبارات التي يسمعها الفرد أيام صغره وتتبرمج في عقله وتبقى معه طوال الحياة ، مثل كلمات الفشل ، وأنت فاشل ، ولن تُفلح في حياتك ، والمشكلة الفعلية التي نعاني منها هي في نظرتنا لعبارات الرسوب والفشل والتي ينعكس تأثيرها على الافعال والإستمرارية في تحقيق الأهداف ،فلدي ذلك الطالب الذي يرسب في المرحلة الدراسة وبعد جهد كبير يُنهي المرحلة الثانوية العامة ويتخرج ، ويكون خلال فترة الدراسة قد تعرض للعبارات السلبية التي تؤدي إلى تحطيمه والنيل منه ، فنجده بعد المدرسة بلا هدف أو تخطيط ، وعندما يحاول النهوض يتذكر تلك العباراة من جديد فيتراجع ويسكن مكانه .
قلة الكلام وكثرة الأفعال هي ميزة الانسان الناجح وتكون ملازمة له أينما ذهب ، فالنجاح يحتاج إلى العمل والتعب ومن ثم يأتي بعدها الإنجازات التي هي شهادة على نجاحاتك ، ففي مجال العمل ستُشاهد هذه الميزة منتشرة ، فسترى صنف يتحدث كثيرا ولكن أفعاله قليلة ، وصنف عكس ذلك ، والموظف الذي يُطالب بترقيته يُسأل " ماذا انجزت " أو " ما هي إنجازاتك في عملك التي تستحق عليها الترقية " ، بالإضافة إلى ذلك لغة التسويف ، وهي آفة يجب أن نقضي عليها وأن لا تتواجد في حياتنا ، ونُكرر كلمة سوف التي تؤدي إلى تأخير الأمور وتأجليها لسنوات حتى تختفي ، فخير الكلام ما قل ودل عليه الفعل ليكون علامة واضحة للجميع عندما يُشاهدوه ويعرفوا أن هذا الفعل لم يوجد إلا بفعل فاعل كان له علامة نجاح ، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عبره حيث قال : من عمل منكم عملا فليتقنه " وهذا دليل على التشجيع على العمل وإتقانه ، وتحويل الكلام إلا محسوسات ، ومن نصائح لقمان لابنه : يا بني كن لين الجانب، قريب المعروف، كثير التفكر قليل الكلام إلا في الحق، كثير البكاء قليل الفرح. ولا تمازح ولا تصاخب ولا تمار، و إذا سكت فاسكت في تفكر، و إذا تكلمت فتكلم بحكم ... ، فقلة الكلام له فـوائد كثيرة في حياة الإنسـان ، بل إن بعض العوائق التي نعيشها أحد أسبابها كثرة الحديث والقيل والقال دون تحقيق أي نتائج .